شورى؟!! وقد نصب وعين خليفته نصا من بعده عند مماته. ولم جعل الثاني خليفته في ستة نفر من المهاجرين دون الأنصار، وجعل لها ضوابط حتى تؤول الخلافة إلى بني أمية عن طريق عثمان بن عفان الأموي، وهدد الستة النفر بالقتل ان لم يتفقوا فيما بينهم على واحد منهم خلال ثلاثة أيام بفذلكه سياسية محنكة محكمة (1)؟
في حين قد صرح الثاني بعد استخلافه أنه: " بيعة أبي بكر فلتة وقانا الله شرها، فمن عاد لمثلها فاقتلوه " اذا فقد حكم عمر بضلالة هذه البيعة وحكم بقتل نفسه وصاحبه، حينما أقدما على الانقلاب في سقيفة بني ساعدة وقفزا إلى سدة الخلافة بدهائهما، وضربهما وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في تعين أمير المؤمنين علي (عليه السلام) خليفة بعده عرض الجدار، فانا لله وانا اليه راجعون، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.
أعود من حيث شطح بي القلم فأقول: نعم ان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قام بما يلزم وما يجب من تدابير محكمة اتجاه الخلافة، واحكم سد كل الفراغات، حتى لا ينفذ منها الانقلابيون، والمنافقون، وخطط لكل حادث بعده خطة، واحكم جميع النواحي، من أول يوم من اعلان رسالته، - يوم الدار - حين عين خليفته من بعده، فكانت دعوته إلى التوحيد في اعلان رسالته، مقرونة بتعيين الامام والخليفة من بعده.
ومما لا شك فيه ولا ريب ان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) - " لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى " - لما قام بتعيين الخليفة وامامة الأمة من بعده، كان التعيين من عند