2545 - وقعة صفين: ركب علي (عليه السلام) فرسه الذي كان لرسول الله، وكان يقال له:
المرتجز، فركبه ثم تقدم أمام الصفوف، ثم قال: بل البغلة، بل البغلة. فقدمت له بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الشهباء، فركبها، ثم تعصب بعمامة رسول الله السوداء، ثم نادى: أيها الناس! من يشر نفسه لله يربح؛ هذا يوم له ما بعده، إن عدوكم قد مسه القرح كما مسكم.
فانتدب له ما بين عشرة آلاف إلى اثني عشر ألفا قد وضعوا سيوفهم على عواتقهم، وتقدمهم علي منقطعا على بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله)... وتبعه ابن عدي بن حاتم بلوائه... وتقدم الأشتر... وحمل الناس حملة واحدة، فلم يبق لأهل الشام صف إلا انتقض، وأهمدوا ما أتوا عليه، حتى أفضى الأمر إلى مضرب معاوية، وعلي يضربهم بسيفه ويقول:
أضربهم ولا أرى معاوية * الأخزر العين العظيم الحاوية هوت به في النار أم هاوية فدعا معاوية بفرسه لينجو عليه، فلما وضع رجله في الركاب تمثل بأبيات عمرو بن الإطنابة:
أبت لي عفتي وأبى بلائي * وأخذي الحمد بالثمن الربيح وإجشامي على المكروه نفسي * وضربي هامة البطل المشيح وقولي كلما جشأت وجاشت * مكانك تحمدي أو تستريحي لأدفع عن مآثر صالحات * وأحمي بعد عن عرض صحيح بذي شطب كلون الملح صاف * ونفس ما تقر على القبيح وقال: يا بن العاص، اليوم صبر، وغدا فخر، صدقت، إنا وما نحن فيه كما قال