وما كان هذا سبيله وجب تسليمه والعمل به، إذ لو كان باطلا لما خلت الأمة من عالم منها ينكره ويكذب رواته، ولا سلم من طعن فيه، ولعرف سبب تخرصه وافتعاله، ولأقيم دليل الله سبحانه على بطلانه، وفي سلامة هذين الخبرين من جميع ما ذكرناه حجة واضحة على ثبوتهما حسبما بيناه.
ومن ذلك: الرواية المستفيضة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال لأمير المؤمنين (عليه السلام):
" تقاتل يا علي على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله " (1).
وقوله - لسهيل بن عمرو ومن حضر معه لخطابه على رد من أسلم من مواليهم -: لتنتهن يا معشر قريش أو ليبعث الله عليكم رجلا يضربكم على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله.
فقال له بعض أصحابه: من هو يا رسول الله، هو فلان؟
قال: لا.
قال: ففلان؟
قال: لا، ولكنه خاصف (2) النعل في الحجرة.