حرمة، وقتلوا السبابجة رجالا صالحين، وقتلوا حكيم بن جبلة ظلما وعدوانا؛ لغضبه لله، ثم تتبعوا شيعتي بعد أن هربوا منهم وأخذوهم في كل غائطة (١)، وتحت كل رابية، يضربون أعناقهم صبرا، ما لهم ﴿قتلهم الله أنى يؤفكون﴾ (2)!!
فانهدوا إليهم عباد الله، وكونوا أسودا عليهم؛ فإنهم شرار، ومساعدوهم على الباطل شرار، فالقوهم صابرين محتسبين موطنين أنفسكم، إنكم منازلون ومقاتلون، قد وطنتم أنفسكم على الضرب والطعن ومنازلة الأقران. فأي امرئ أحس من نفسه رباطة جأش عند الفزع وشجاعة عند اللقاء ورأى من أخيه فشلا ووهنا، فليذب عنه كما يذب عن نفسه؛ فلو شاء الله لجعله مثله (3).
2225 - الإمام علي (عليه السلام) - من خطبته يوم الجمل -: أيها الناس! إني أتيت هؤلاء القوم، ودعوتهم، واحتججت عليهم، فدعوني إلى أن أصبر للجلاد، وأبرز للطعان، فلامهم الهبل! وقد كنت وما أهدد بالحرب، ولا أرهب بالضرب، أنصف القارة من راماها (4)، فلغيري فليبرقوا وليرعدوا؛ فأنا أبو الحسن الذي فللت (5) حدهم، وفرقت جماعتهم، وبذلك القلب ألقى عدوي، وأنا على ما وعدني ربي من النصر والتأييد والظفر، وإني لعلى يقين من ربي، وغير شبهة من أمري.
أيها الناس! إن الموت لا يفوته المقيم، ولا يعجزه الهارب، ليس عن الموت محيص، ومن لم يمت يقتل، وإن أفضل الموت القتل. والذي نفسي بيده، لألف