أمير المؤمنين (عليه السلام) وفضائله وحقوقه، فوقع طلحة بعلي (عليه السلام) وسبه ونال منه وقال:
إنه ليس أحد مثله، أم والله ليعلمن غب (1) ذلك، فخرجا من عنده وهما يقولان:
غضب هذا الدنئ، ثم دخلا على الزبير فكلماه مثل كلامهما لصاحبه، فوقع أيضا في علي (عليه السلام) وسبه، وقال لقوم كانوا بمحضر منه: صبحوهم قبل أن يمسوكم، فخرجا من عنده حتى صارا إلى عثمان بن حنيف فأخبراه الخبر، فأذن عثمان للناس بالحرب (2).
2163 - شرح نهج البلاغة عن أبي مخنف: أرسل [عثمان بن حنيف] إلى أبي الأسود الدؤلي وعمران بن الحصين الخزاعي، فأمرهما أن يسيرا حتى يأتياه بعلم القوم وما الذي أقدمهم، فانطلقا حتى إذا أتيا حفر أبي موسى وبه معسكر القوم، فدخلا على عائشة، فنالاها ووعظاها وأذكراها وناشداها الله، فقالت لهما: القيا طلحة والزبير.
فقاما من عندها ولقيا الزبير فكلماه، فقال لهما: إنا جئنا للطلب بدم عثمان وندعوا الناس إلى أن يردوا أمر الخلافة شورى؛ ليختار الناس لأنفسهم، فقالا له: إن عثمان لم يقتل بالبصرة ليطلب دمه فيها، وأنت تعلم قتلة عثمان من هم وأين هم، وإنك وصاحبك وعائشة كنتم أشد الناس عليه، وأعظمهم إغراء بدمه، فأقيدوا من أنفسكم.
وأما إعادة أمر الخلافة شورى؛ فكيف وقد بايعتم عليا طائعين غير مكرهين؟
وأنت يا أبا عبد الله لم يبعد العهد بقيامك دون هذا الرجل يوم مات رسول الله (صلى الله عليه وآله)