607 - عنه (عليه السلام): كان علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا أخذ كتاب علي (عليه السلام) فنظر فيه قال: من يطيق هذا؟ من يطيق ذا؟ قال: ثم يعمل به، وكان إذا قام إلى الصلاة تغير لونه حتى يعرف ذلك في وجهه، وما أطاق أحد عمل علي (عليه السلام) من ولده من بعده إلا علي ابن الحسين (عليهما السلام) (1).
608 - عمرو بن عبد الله بن هند الجملي عن الإمام الباقر (عليه السلام): إن فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما نظرت إلى ما يفعل ابن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة أتت جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام الأنصاري فقالت له: يا صاحب رسول الله، إن لنا عليكم حقوقا، ومن حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا على نفسه، وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه دأبا منه لنفسه في العبادة.
فأتى جابر بن عبد الله باب علي بن الحسين (عليهما السلام)، وبالباب أبو جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) في أغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك، فنظر جابر إليه مقبلا فقال: هذه مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسجيته، فمن أنت يا غلام؟ فقال: أنا محمد بن علي بن الحسين، فبكى جابر بن عبد الله (رضي الله عنه)، ثم قال: أنت والله الباقر عن العلم حقا، أدن مني بأبي أنت وأمي، فدنا منه فحل جابر إزاره ووضع يده في صدره فقبله وجعل عليه خده ووجهه وقال له: أقرؤك عن جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) السلام، وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت، وقال لي: يوشك أن تعيش وتبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه محمد يبقر العلم بقرا، وقال لي: إنك تبقى حتى تعمى ثم يكشف لك عن بصرك.
ثم قال لي: ائذن لي على أبيك، فدخل أبو جعفر على أبيه فأخبره الخبر