وثلاثين، وتكبرين الله أربعا وثلاثين، فما تركتها بعد. قيل: ولا ليلة صفين؟
قال: ولا ليلة صفين (1).
599 - عروة بن الزبير: كنا جلوسا في مجلس في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فتذاكرنا أعمال أهل بدر وبيعة الرضوان، فقال أبو الدرداء: يا قوم، ألا أخبركم بأقل القوم مالا وأكثرهم ورعا وأشدهم اجتهادا في العبادة؟ قالوا: من؟ قال: علي بن أبي طالب (عليه السلام) (2).
600 - حبة العرني: بينا أنا ونوف نائمين في رحبة القصر إذ نحن بأمير المؤمنين (عليه السلام) في بقية من الليل واضعا يده على الحائط شبه الواله، وهو يقول: * (إن في خلق السماوات والأرض...) * (3). قال: ثم جعل يقرأ هذه الآيات ويمر شبه الطائر عقله، فقال: أراقد يا حبة أم رامق؟ قلت: رامق، هذا أنت تعمل هذا العمل فكيف نحن؟! قال: فأرخى عينيه فبكى، ثم قال لي: يا حبة، إن لله موقفا، ولنا بين يديه موقف لا يخفى عليه شئ من أعمالنا. يا حبة، إن الله أقرب إليك وإلي من حبل الوريد. يا حبة، إنه لن يحجبني ولا إياك عن الله شئ.
ثم قال: أراقد أنت يا نوف؟ قال: لا يا أمير المؤمنين، ما أنا براقد ولقد أطلت بكائي هذه الليلة، فقال: يا نوف، إن طال بكاؤك في هذا الليل مخافة من الله عز وجل قرت عيناك غدا بين يدي الله عز وجل. يا نوف، إنه ليس من