حق وناره حق؟ وأن الموت حق؟ وأن البعث بعد الموت حق؟ وأن الساعة آتية لا ريب فيها؟ وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى نشهد بذلك، قال:
اللهم اشهد.
ثم قال: أيها الناس، إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليا - اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
ثم قال: يا أيها الناس، إني فرطكم، وإنكم واردون علي الحوض، حوض أعرض ما بين بصرى وصنعاء، فيه عدد النجوم قدحان من فضة، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه نبأني اللطيف الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض (1).
176 - معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري:
لما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع ونحن معه أقبل حتى انتهى إلى الجحفة، فأمر أصحابه بالنزول فنزل القوم منازلهم، ثم نودي بالصلاة فصلى بأصحابه ركعتين، ثم أقبل بوجهه إليهم فقال لهم: إنه قد نبأني اللطيف الخبير أني ميت وأنكم ميتون، وكأني قد دعيت فأجبت وأني مسؤول عما أرسلت به إليكم، وعما خلفت فيكم من كتاب الله وحجته، وأنكم مسؤولون، فما أنتم قائلون لربكم؟ قالوا: نقول: قد بلغت ونصحت وجاهدت، فجزاك الله عنا أفضل الجزاء.
ثم قال لهم: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله إليكم، وأن