قال لها الله تعالى: ألا ترضين اني زينت أركانك بالحسن والحسين؟! قال: فماست كما تميس العروس فرحا (1)، إلى غير ذلك.
وأما باقي الأئمة فالأخبار قد اختلفت في أحوالهم في المساواة والأشرفية، فروى الصدوق مسندا إلى مولانا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) قال: دخلت أنا وأخي على جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأجلس أخي على فخذه الأيمن وأجلسني على فخذه الآخر، ثم قبلنا وقال: بأبي أنتما من إمامين صالحين إختاركما الله مني ومن أبيكما وأمكما، واختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم، كلهم في الفضل والمنزلة عند الله سواء (2).
وفي الروايات الاخر (إن أفضلهم قائمهم) (3)، ولعل أفضليته باعتبار تشييد أركان الدين، وكثرة جهاده، وإعزاز المؤمنين به ونحو ذلك.
ثم قال: إعلم أنه لا خلاف بين أصحابنا (رحمهم الله) في أشرفية نبينا على سائر الأنبياء للأخبار المتواترة، وإنما الخلاف بينهم في أفضلية أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) على الأنبياء ما عدا جدهم، فذهب جماعة إلى انهم أفضل من باقي الأنبياء ما خلا اولي العزم، فهم أفضل من الأئمة، وبعضهم إلى مساواتهم، وأكثر المتأخرين إلى أفضلية الأئمة على اولي العزم وغيرهم وهو الصواب، والدليل عليه وجوه:
الأول: قول النبي (صلى الله عليه وآله): ((لولا علي لم يكن لفاطمة كفو آدم ومن دونه)) (4)، وقد اعترض الرازي (5) على هذا بأن إبراهيم وإسماعيل أبواها فلا