شرفت بالكنز الذي قد خلق * الخلق لكي يعرف بعدما اختفى فيك انجلى نور الإله زاهرا * طوبى فطوبى لك يا وادي طوى يا أيها الوادي المقدس الذي * أتاك موسى راجيا منك الهدى ثم انثنى في يده البيضا عصا * كأنه الثعبان حيثما رمى يا أيها الفلك الذي لجا إلى * سكان بابك المنيع والتجى نوح النبي إذا ارتمى الماء حوله * لما طما (1) حذار طوفان البلا فيك انزوى يا كهف كل عاجز * ضيغم آجام القضاء والمضا لا يرتقى العقل إليك حيثما * أنت من العقول أعلى مرتقى يا منبع الجود لكل مجتد * يا معدن الخير لكل مهتدى منك بدئنا واليك ننتهي * يا خير كل مبدء ومنتهى إن ذكر الخير ففيك كله * يا مبدأ الفيض لكل ما سوى سأركب البيد وأطوي متنها * بيعمل يعمل سيرا وسرى إلى جنابك الذي علا إلى * ذروة عرش الله مجدا وعلى ما عاقني اليوم سوى قصدي إلى * تربة مولاي معين الضعفا علي الرضا الذي استشهد في * طوس بسم منقع على الحشا وجهت وجهي لكم يا وجهة * الحق ويا قبلة أرباب النهى أوجه الوجه إليكم أبدا * فالحق منكم وإليكم انتهى لقد برى شوقي إليك أعظمى * يا طوس يا مشهد مولاي الرضا وكلما أومض برق ومضى * مضى بقلبي المبتلى إذ ومضا نحو سنابد إذا ما قد سنى * شعلة نار منه في جو الفضا ذاب فؤادي من جوى شوقك إذ * اشتعلت منه به نار الغضا لقد حويت جوهر المجد وقد * فقت على جملة أطباق السما وإن حرمت زمنا يا أملي * من أملي فيك بتقبيل الذرى
(١١)