وروى مسلم عن أنس - رضي الله تعالى عنه - قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخمر أتتخذ خلا قال: لا.
وروى الإمام أحمد عنه أن أبا طلحة سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أيتام ورثوا خمرا فقال: أهرقها، قال: أفلا نجعلها خلا؟ قال: لا.
وروى الدارقطني عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما - قال جاء قوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، إننا ننبذ النبيذ، فنشربه على غذائنا وعشائنا، قال: اشربوا، وكل مسكر حرام، فقالوا: يا رسول الله، إنا نكسره بالماء، فقال: " حرام قليل ما أسكر كثيره ".
وروى الإمام أحمد والنسائي عن عبد الله بن فيروز الديلمي عن أبيه - رضي الله تعالى عنه - قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إنا أصحاب أعناب وكرم، وقد نزل تحريم الخمر، فما نصنع بها قال: تتخذونه زبيبا قال فنصنع بالزبيب ماذا؟ قال: تنفقونه على غذائكم وتشربونه على عشائكم، وتنقعونه على عشائكم وتشربونه على غذائكم قال: قلت: يا رسول الله، نحن من قد علمت، ونحن نزول بين ظهراني من قد علمت فمن ولينا، قال: الله ورسوله قال: قلت: حسبي يا رسول الله.
الرابع والعشرون: في بعض فتاويه صلى الله عليه وسلم في الامارة وما يتعلق بها.
وروى الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون عليكم أمراء تطمئن إليهم القلوب، وتلين لهم الجلود ويكون عليكم أمراء تشمئز منهم القلوب، وتقشعر منهم الجلود، قالوا: أفلا نقتلهم؟ قال: لا ما أقاموا الصلاة.
وروى مسلم عن عوف بن مالك - رضي الله تعالى عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خياركم أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم، ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم، قال: قلنا: يا رسول الله، أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة إلا ما أقاموا فيكم الصلاة! ألا من ولي عليه وال، فرآه يأتي شيئا من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدا من طاعة الله.
وروى مسلم عن أم سلمة - رضي الله تعالى عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، من كره فقد برئ، ومن أنكر، فقد سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: يا رسول الله، ألا نقاتلهم؟ قال: لا، ما صلوا. أي من كره بقلبه وأنكر بقلبه.
وروى الترمذي عن وائل بن بحر - رضي الله تعالى عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ورجل سأله فقال: أرأيت إن قامت علينا أمراء يمنعوننا حقنا، يسألوننا حقهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم.