عن الحاكم أبى عبد الله أن سبب هذا الخلاف إنما هو لاختلاف في التاريخ هل هو لمقدم النبي صلى الله عليه وسلم في ربع الأول كما هو عند قوم أو للعام الذي قدم فيه كما هو عند آخرين وذلك لا يتم لامرين أحدهما أن تلك المدة التي وقع الاختلاف فيها إنما هي نحو ثلاثة أشهر وهى من أول العام إلى ربيع الأول وزمن الخلاف أوسع من ذلك فهذه الغزوة عند ابن عقبة في سنة أربع. وعند غيره في شعبان سنة ست. الثاني أنها مختلفة الترتيب عندهم في تقديم بعضها على بعض فهذه عند ابن سعد وجماعة قبل الخندق وعند ابن إسحاق وآخرين بعدها وذلك غير الأول وأما ابن سعد فإنه يؤرخ هذه الوقائع بالأشهر لا بالسنين.
وفى هذه الغزوة نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن العزل أخبرنا أبو عبد الله بن عبد المؤمن بقراءة الحافظ أبى الحجاج المزي عليه وأنا أسمع بمرج دمشق قال له أخبركم المؤيد بن الاخوة إجازة من أصبهان فأقر به قال أنا زاهر بن طاهر الشحامي قال أنا أبو سعد الكنجروذي قال أنا أبو طاهر محمد بن الفضل قال أنا جدي أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فثنا على هو ابن حجر فثنا إسماعيل هو ابن جعفر فثنا ربيعة هو ابن أبي عبد الرحمن عن محمد بن يحيى بن حبان بن منقذ عن ابن محير يزأنه قال: دخلت أنا وأبو صرمة على أبي سعيد الخدري فسأله أبو صرمة فقال يا أبا سعيد هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر العزل؟ فقال نعم غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بنى المصطلق فسبينا كرائم العرب فطالت علينا العزبة ورغبنا في الفداء فأردنا أن نستمتع ونعزل فقلنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا لا نسأله فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا عليكم أن لا تفعلوا ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون. قال ابن سعد وفيها سقط عقد لعائشة فاحتبسوا على طلبه فنزلت آية التيم. فقال أسيد بن الحضير