النبي صلى الله عليه وسلم فهم بطلاقها فقالت لا تطلقني وأنت في حل من شأني فإنما أريد أن أحشر في أزواجك وانى قد وهبت يومى لعائشة وانى لا أريد ما تريد النساء فأمسكها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفى عنها.
ثم عائشة بنت أبي بكر الصديق أم عبد الله اكتنت بابن أختها عبد الله بن الزبير بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لها بذلك وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر وقيل بنت عمير بن عامر من بنى دهمان بن الحارث. كانت تسمى لجبير بن مطعم فسلها أبو بكر منهم وزوجها النبي صلى الله عليه وسلم. روى أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بنت سبع سنين وبنى بي وأنا بنت تسع وقبض عنى وأنا بنت ثمان عشرة. رويناه من طريق النسائي عن أبي كريب وأحمد بن حرب عن أبي معاوية. وتزوجها عليه السلام بمكة في شوال سنة عشر من النبوة. فلما هاجر إلى المدينة بعث زيد بن حارثة وأبا رافع إلى مكة يأتيان بعياله سودة وأم كلثوم وفاطمة وأم أيمن وابنها أسامة وخرج معهم عبد الله بن أبي بكر بعيال أبى بكر أم رومان وعائشة وأسماء فقدموا المدينة فأنزلهم في بيت لحارثة بن النعمان ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يبنى مسجده فلما فرغ من بنائه بنى بيتا لعائشة وبيتا لسودة وأعرس بعائشة في شوال على رأس ثمانية أشهر من مهاجره وقيل سبعة أشهر وقيل ثمانية عشر.
وكان مقامه في بيت أبى أيوب إلى أن تحول إلى مساكنه سبعة أشهر وقبض عنها وهى بنت ثمان عشرة ومكثت عنده تسع سنين وخمسة أشهر ولم يتزوج بكرا غيرها يقال إنها أتت من النبي صلى الله عليه وسلم بسقط ولا يثبت وكانت فضائلها جمة ومناقبها كثيرة قال عليه السلام فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام