ومكما فقاما إليه فسألاه ذلك فقال اللهم ارفع عنهم فخرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعين إلى قومهما فوجدا قومهما قد أصيبوا يوم أصابهم صرد بن عبد الله في اليوم الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال وفى الساعة التي ذكر فيها ما ذكر فخرج وقد جرش حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا وحمى لهم حمى حول قريتهم.
وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب ملوك حمير ورسولهم إليه باسلامهم الحارث بن كلال ونعيم بن عبد كلال والنعمان قيل ذي رعين ومعافر وهمدان وبعث إليه زرعة ذو يزن باسلامهم فكتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد رسول الله النبي إلى الحارث بن عبد كلال والى النعمان قيل ذي رعين ومعافر وهمدان أما بعد: فانى أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو أما بعد فإنه وقع بنا رسولكم منقلبنا من أرض الروم فلقينا بالمدينة فبلغ ما أرسلتم به وخبر ما قبلكم وأنبأنا باسلامكم وقتلكم المشركين وأن الله قد هدا كم بهداه إن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأعطيتم من المغانم خمس الله تعالى وسهم النبي وصفيه وما كتب على المؤمنين من الصدقة من العقار عشر ما سقت العين وسقت السماء وما سقى الغرب نصف العشر وأن في الإبل الأربعين ابنة لبون وفى ثلاثين من الإبل ابن لبون ذكر وفى كل خمس من الإبل شاة وفى كل عشر من الإبل شاتان وفى كل أربعين من البقر بقرة وفى كل ثلاثين من القر تبيع جذع أو جذعة وفى كل أربعين من الغنم سائمة وحدها شاة أنها فريضة الله التي فرض على المؤمنين في الصدقة فمن زاد خيرا فهو خير له ومن أدى ذلك وأشهد على إسلامه وظاهر المؤمنين على المشركين فإنه من المؤمنين له ما لهم وعليه ما عليهم ولهم ذمة الله وذمة رسوله وأنه من أسلم من يهودي