رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام بلال الصلاة وتعلقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم يكلمونه فوقف معهم ثم مضى فصلى الظهر ثم جلس في صحن المسجد فقدموا عطارد ابن حاجب فتكلم وخطب فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس بن شماس فأجابهم ونزل فيهم (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثر هم لا يعقلون) فرد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسرى والسبي. وذكر ابن إسحاق ما وقع بينهما من المفاخرة وما وقع بين الشاعرين الزبرقان بن بدر وحسان بن ثابت من المفاخرة نظما فأنشد الزبرقان:
نحن الكرام فلا حي يعادلنا * منا الملوك وفينا تنصب البيع وكم قسرنا من الاحياء كلهم * عند النهاب وفضل العز يتبع ونحن نطعم عند القحط مطعمنا * من الشواء إذا لم يؤنس الفزع بما ترى الناس يأتينا سراتهم * من كل أرض هويا ثم نصطنع فننحر الكوم عبطا في أرومتنا * للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا فلا ترانا إلى حي نفاخرهم * إلا استقادوا فكانوا الرأس يقتطع فمن يفاخرنا في ذاك نعرفه * فيرجع القوم والاخبار تستمع إنا أبينا ولم يأب لنا أحد * إنا كذلك عند الفخر نرتفع وأنشد لحسان مجيبا له:
إن الذوائب من فهر وإخوتهم * قد بينوا سنة للناس تتبع يرضى بهم كل من كانت سريرته تقوى الاله وكل الخير يصطنع قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم * أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا سجية تلك منهم غير محدثة * إن الخلائق فاعلم شرها البدع