ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر العرب فان هم أصابوني كان ذلك الذي أرادوا وأين أظهرني الله عليهم دخلوا في الاسلام وافرين وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة فما تطن قريش فوالله لا أزال أجاهد على الذي بعثني الله به حتى يظهره الله أو تنفرد هذه السالفة، ثم قال من رجل يخرج بنا على طريق غير طريقهم التي هم بها. فحدثني عبد الله بن أبي بكر أن رجلا من أسلم قال أنا يا رسول الله قال فسلك بهم طريقا وعرا أجذل بين شعاب فلما خرجوا منه وقد شق ذلك على المسلمين وأفضوا إلى أرض سهلة عند منقطع الوادي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس قولوا نستغفر الله ونتوب إليه فقالوا ذلك فقال والله إنها للحطة التي عرضت على بني إسرائيل فلم يقولوها، قال ابن شهاب فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال اسلكوا ذات اليمين بين ظهري الحمض في طريق يخرجه على ثنية المرار مهبط الحديبية من أسفل مكة قال فسلك الجيش ذلك الطريق فلما رأت قريش فترة الجيش قد خالفوا عن طريقهم ركضوا راجعين إلى قريش وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا سلك في ثنية المرار مهبط الحديبية من أسفل مكة قال فسلك الجيش ذلك الطريق فلما رأته ناقته بركت، فقال الناس خلات (1) فقال ما خلات وما هو لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألون فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياهما ثم قال للناس أنزلوا قيل له يا رسول الله، ابالوادى ماء ننزل عليه فأخرج سهما من كنانته فأعطاه رجلا من أصحابه فنزل في قليب من تلك القلب فغرزه في جوفه فحاش بالرواء حتى ضرب الناس عنه بعطن (2) قال فحدثني بعض أهل العلم عن رجال من أسلم أن الذي أنزل في القليب ناجية بن جندب سائق بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد زعم لي
(١١٥)