الله كما ذكرناه واخترناه).
فصل أقول ومن أدب العبد في السجود انه لا يستعجل في رفع رأسه من ذلك الخضوع والخشوع للمعبود فقد قلنا لك معنى ما ذكره الله جل جلاله في كتابه ان السجود من مقامات القرب إلى مولاك فعلى أي شئ تستعجل أو تكره قربه وهو يريك وكما انك لا تكره قربك من محبوبك في دنياك ولا تستعجل بالتباعد عنه فكذا كان مع ربك جل جلاله الذي لابد لك منه كما رويناه باسنادنا إلى محمد بن يعقوب الكليني فيما رواه باسناده إلى الفضيل بن يسار وهو من أعيان الأخيار وخواص الأطهار عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان على بن الحسين عليهما السلام إذا قام إلى الصلاة تغير لونه فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفض عرقا.
ذكر الشهادة لله جل جلاله بالوحدانية في الصلاة.
أقول المهم ان يكون تلفظك بالشهادة معاملة لله جل جلاله وعبادة ولا يكون قصدك انه جل جلاله في نفس الامر واحد فحسب وانما يراد منك انك تعتقد انه جل جلاله واحد في نفس الامر وانه لا اله لك تعبده سواه ولا لك شئ تؤثره على رضاه فإنك ان أثرت شيئا عليه جل جلاله كان ذلك الذي تؤثره أرجح منه جل جلاله عندك ومعبودا لك من دونه فيما تؤثره فيه عليه وما تكون كامل الصدق في الشهادة بأنك لا اله لك سواه أفلا ترى قوله جل جلاله فيمن رجح عليه هواه فقال سبحانه اتخذ إلهه هواه.
وروى في تفسير قوله جل جلاله اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله انهم ما صاموا ولا صلوا لهم ولكن أطاعوهم في معصية الله فصار حكمهم بذلك حكم من اتخذهم إلهه فإياك ان تشرك به