كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ٨٢
وأولادكم، فلكم في (1) أسوة وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم ومواثيقكم وخلعتم بيعتكم فلعمري ما هي منكر بنكر (2)، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي، هل المغرور إلا من اغتر بكم، فإنما حقكم (3) أخطأتم ونصيبكم ضيعتم، ومن نكث فإنما ينكث على نفسه، وسيغني الله عنكم - والسلام -. قال: ثم طوى الكتاب وختمه ودفعه إلى قيس بن مسهر الصيداوي وأمره أن يسير إلى الكوفة (4).
قال: فمضى قيس إلى الكوفة وعبيد الله بن زياد قد وضع المراصد والمصابيح على الطرق، فليس أحد يقدر أن يجوز إلا فتش، فلما تقارب من الكوفة قيس بن مسهر لقيه عدو الله يقال له الحصين بن نمير السكوني (5)، فلما نظر إليه قيس كأنه اتقى على نفسه، فأخرج الكتاب سريعا فمزقه عن آخره. قال: وأمر الحصين أصحابه فأخذوا قيسا وأخذوا الكتاب ممزقا حتى أتوا به إلى عبيد الله بن زياد. فقال له عبيد الله بن زياد: من أنت؟ قال: أنا رجل من شيعة أمير المؤمنين الحسين بن علي رضي الله عنهما، قال: فلم خرقت الكتاب الذي كان معك؟ قال: خوفا، حتى لا تعلم ما فيه! قال: وممن كان هذا الكتاب وإلى من كان؟ فقال: كان من الحسين إلى جماعة من أهل الكوفة لا أعرف أسماءهم. قال: فغضب ابن زياد غضبا عظيما ثم قال: والله لا تفارقني أبدا أو تدلني على هؤلاء القوم الذي كتب إليهم هذا الكتاب، أو تصعد المنبر فتسب الحسين وأباه وأخاه، فتنجو من يدي أو لأقطعنك.
فقال قيس: أما هؤلاء القوم فلا أعرفهم، وأما لعنة الحسين وأبيه وأخيه (6) فإني أفعل.
قال: فأمر به فأدخل المسجد الأعظم، ثم صعد المنبر وجمع له الناس

(1) عن الطبري، وبالأصل " بي ".
(2) في ابن الأثير 2 / 553 " بنكير ".
(3) الطبري وابن الأثير: فحظلم.
(4) كذا، وقد أرسل فعلا قيس بكتاب من الحسين بن علي (رض) إلى أهل الكوفة وذلك بعد بلوغ الحسين (رض) الحاجز من بطن الرمة وقبل مقتل مسلم بن عقيل انظر نسخة الكتاب في الطبري 5 / 394 - 395. وكان كتابه هذا ردا على كتاب مسلم بن عقيل له قبل أن يقتل لسبع وعشرين ليلة وفيه:
أما بعد، فإن الرائد لا يكذب أهله، إن جمع أهل الكوفة معك، فأقبل حين تقرأ كتابي، والسلام عليك.
(5) في الطبري: الحصين بن تميم.
(6) في الأصل: أباه وأخاه.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169