كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٥ - الصفحة ١٧١
فعندها جعل مروان يجمع الناس حتى صار إليه ثمانية عشر ألفا أكثرهم جماعة اليمن، وفي ذلك يقول مروان بن الحكم حيث يقول:
أعددت غسان لهم وكلبا * والسكسكيين رجالا غلبا لا يأخذون الملك إلا غصبا * بالطعن أحيانا وحينا ضربا (1) قال: والضحاك يومئذ في نيف وعشرين ألفا أكثرهم قبائل قيس بن غيلان. ثم إنه بعث إلى النعمان بن بشير، والنعمان يومئذ بمدينة حمص، قد كان ولاه يزيد بن معاوية قبل موته. قال: فكتب إليه الضحاك بن قيس يسأله المدد، فأمده النعمان بن بشير بألفي رجل، فصار الضحاك في اثنين وعشرين ألفا. قال: وتواعد القوم للقتال (2)، فأنشأ رجل من أصحاب مروان يقول في ذلك:
أرى عسكرا جمعا لسفك دمائنا * وعما قليل لا نشك محارب وأشهدكم أني لمروان سامع * مطيع وللضحاك عاص مجانب إمامان أما واحد فعلى الهدى * وآخر بدعو للضلالة كاذب فلا بد من حرب يفرق جمعنا * يثلم فيها المرهفات القواضب قال: ثم دنا القوم بعضهم من بعض، قال: فكان وقعتهم بموضع يقال له مرج راهط (3) إلى جانب زراعة (4) الضحاك بن قيس، والزراعة يقال لها

(1) وردت أرجاز مروان بن الحكم حين بويع له في الطبري 5 / 528 وابن الأثير 2 / 618 ومروج الذهب 3 / 105.
(2) أشرنا إلى أن الصراع قد فتح على مصراعيه بين الأجنحة القبلية الداعمة للأمويين وحدث من ذلك تحرك العصبية فكانت مرج راهط بين العصبتين القيسية الممثلة بالتحالف بين الضحاك وابن الزبير والقبائل المنضوية تحت لواء الضحاك واليمينية التي تمثلت في الأجنحة المتحالفة بزعامة مروان بن الحكم.
وكان من أبرز نتائج هذه المعركة:
- انهزام الخط الزبيري الذي أخفق في الاستقطاب القبلي.
- استمرارية النظام الأموي عبر مرحلة انتقالية تمثلها خلافة مروان بن الحكم على أن تعود الخلافة للبيت السفياني ممثلا بخالد بن يزيد (حسب الاتفاق الذي جرى بين أجنحة النظام الأموي - انظر ما لاحظناه قريبا) لكن مروان بن الحكم عمد إلى خرق هذا الاتفاق - من خلال تزوجه بأم خالد بن يزيد ليحط من قدره ويضعفه ثم مبادرته بعد ذلك إلى تعيين ولديه لولاية العهد مطوقا أية محاولة في المستقبل لانتزاع السلطة من بيت بني العاص أو بني مروان.
(3) على أميال من دمشق (مروج الذهب).
(4) بالأصل " ذراعة " وما أثبت عن معجم البلدان.
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (كتاب الضحاك بن قيس إلى يزيد بن معاوية) 5
2 ذكر كلام يزيد بن معاوية 9
3 ذكر الكتاب إلى أهل البيعة بأخذ البيعة 9
4 ذكر كتاب يزيد بن معاوية الوليد بن عتبة 18
5 ذكر وصية الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية 20
6 ذكر وصية الحسين رضي الله عنه لأخيه محمد رضي الله عنه 21
7 ذكر أخبار الكوفة وما كان من كتبهم إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما 27
8 ذكر الكتاب الأول إلى الحسين رضي الله عنه 27
9 ذكر الكتاب الثاني 29
10 ذكر كتاب الحسين بن علي إلى أهل الكوفة 30
11 ذكر خروج مسلم بن عقيل رضي الله عنه نحو العراق 32
12 ذكر نزول مسلم بن عقيل الكوفة واجتماع الشيعة إليه للبيعة 34
13 ذكر مسير عبيد الله بن زياد ونزوله الكوفة وما فعل بها 38
14 ذكر هانئ وعبيد الله بن زياد 45
15 ذكر مسلم بن عقيل رحمه الله وخروجه على عبيد الله بن زياد 49
16 ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل 55
17 ذكر هانئ بن عروة ومقتله بعد مسلم بن عقيل رحمهما الله تعالى 61
18 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية 62
19 ابتداء أخبار الحسين بن علي عليهما السلام 64
20 ذكر مسير الحسين إلى العراق 69
21 (قصة عبيد الله بن الحر الجعفي) 73
22 ذكر الحر بن يزيد الرياحي لما بعثه عبيد الله بن زياد لحربه الحسين بن علي رضي الله عنهما 76
23 ذكر كتاب الحسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة 81
24 ذكر نزول الحسين رضي الله عنه بكربلاء 84
25 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه 89
26 ذكر ابتداء الحرب بين الحسين وبين القوم 101
27 ذكر الذين قتلوا بين يدي الحسي بن علي 101
28 وهذه تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده وإخوانه وبني عمه رضي الله عنهم 110
29 ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها 121
30 ذكر دخول القوم على عبيد الله بن زياد 122
31 ذكر عبد الله بن عفيف الأزدي ورده على ابن زياد ومقتله رحمه الله 123
32 ذكر كتاب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية وبعثته إليه برأس الحسين بن علي رضي الله عنهما 126
33 ذكر ما كان بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما 135
34 ذكر قدوم سلم بن زياد أخي عبيد الله بن زياد على يزيد بن معاوية وتوليته بلاد خراسان 136
35 ذكر كتاب يزيد بن معاوية إلى محمد ابن الحنفية ومصيره إليه وأخذ جائزته 137
36 ابتداء ذكر عبد الله بن الزبير وفتنته ودعوته الناس إلى بيعته 140
37 ذكر حبس المختار بن أبي عبيد الكوفي وما كان عبيد الله بن زياد لعنه الله 143
38 ثم رجعنا إلى الخبر الأول 144
39 ذكر حرب المختار من ابن زياد وما كان من بيعته لعبد الله بن الزبير 146
40 ابتداء حرب وأقم وقتل فيها من أولاد المهاجرين والأنصار والعبيد والموالي 150
41 ذكر الوقعة الأولى بين مكة والمدينة بين عمرو بن الزبير وأخيه عبد الله ومقتل عمرو بن الزبير 153
42 ذكر مسير مسلم بن عقبة المري إلى مكة 159
43 ذكر حرة وأقم وما قتل فيها من المسلمين 159
44 ثم رجعنا إلى أخبار الشام 169