فعندها جعل مروان يجمع الناس حتى صار إليه ثمانية عشر ألفا أكثرهم جماعة اليمن، وفي ذلك يقول مروان بن الحكم حيث يقول:
أعددت غسان لهم وكلبا * والسكسكيين رجالا غلبا لا يأخذون الملك إلا غصبا * بالطعن أحيانا وحينا ضربا (1) قال: والضحاك يومئذ في نيف وعشرين ألفا أكثرهم قبائل قيس بن غيلان. ثم إنه بعث إلى النعمان بن بشير، والنعمان يومئذ بمدينة حمص، قد كان ولاه يزيد بن معاوية قبل موته. قال: فكتب إليه الضحاك بن قيس يسأله المدد، فأمده النعمان بن بشير بألفي رجل، فصار الضحاك في اثنين وعشرين ألفا. قال: وتواعد القوم للقتال (2)، فأنشأ رجل من أصحاب مروان يقول في ذلك:
أرى عسكرا جمعا لسفك دمائنا * وعما قليل لا نشك محارب وأشهدكم أني لمروان سامع * مطيع وللضحاك عاص مجانب إمامان أما واحد فعلى الهدى * وآخر بدعو للضلالة كاذب فلا بد من حرب يفرق جمعنا * يثلم فيها المرهفات القواضب قال: ثم دنا القوم بعضهم من بعض، قال: فكان وقعتهم بموضع يقال له مرج راهط (3) إلى جانب زراعة (4) الضحاك بن قيس، والزراعة يقال لها