الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) قلنا نحن أهل بيته وعصبته وورثته وعترته وأولياؤه وأحق خلائق الله به، لا ننازع حقه وسلطانه فبينما نحن كذلك إذ نفر المنافقون فانتزعوا سلطان نبينا منا وولوه غيرنا فبكت لذلك والله العيون والقلوب منا جميعا، وخشنت والله الصدور وأيم الله لولا مخافة الفرقة في المسلمين أن يعودوا إلى الكفر ويعود الدين لكنا قد غيرنا ذلك ما استطعنا وقد ولي ذلك ولاة ومضوا لسبيلهم ورد الله الأمر إلي وقد بايعاني (1) وقد نهضا إلى البصرة ليفرقا جماعتكم ويلقيا بأسكم بينكم " أخرج ذلك إبراهيم بن محمد الثقفي، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، وعلي بن محمد الهمداني وكلهم من ثقات وعلماء السنة والجماعة المبرزين، وخطب علي (عليه السلام) على الناس حين ذهابه إلى البصرة ومما قال: " ان الله تعالى لما قبض نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) استأثرت علينا قريش بالأمر ودفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس فرأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين وسفك دمائهم والناس حديثو عهد بالإسلام والدين " أخرجه علماء مبرزون من أهل السنة والجماعة في مقدمتهم الكلبي وابن أبي الحديد، فنرى في الأولى وهو الصديق الأكبر والفاروق الأعظم، وهو الذي يميل معه الحق أينما مال، كيف يحمل على من سلب منصب الخلافة منه ومن عترة رسول الله بقوله: " إذ نفر المنافقون فانتزعوا سلطان نبينا منا " وأبان فيه أن حرصه على الاسلام من التفرقة والانهيار هو الذي سبب صبره، وأبان تأثره وتأثر آل رسول الله، وما قعد إلا حفظا للدين واخلاصا له وهنا يظهر لك قول الأفاكين: إنه بايع أبا بكر وعمر طوعا ورضاء ولم يجبروه. كيف لم يجبروه وهو يقسم بالله: " فبكت لذلك والله العيون والقلوب منا جميعا وخشنت والله الصدور ".
وذكر ابن أبي الحديد ج 4 ص 164 في شرح نهج البلاغة رسالة أرسلها