يجوز فيما يتعلق بتقوية أمر الدين وطريقة أهل السنة والترغيب والترهيب، وأعلنوا الوعيد في حق من كذب عليه لا في الكذب له، وهو اعتلال باطل لأن المراد بالوعيد من نقل عنه الكذب سواء كان له أو عليه والدين بحمد الله كامل غير محتاج إلى تقويته بالكذب حقا " (جاء ذلك في ص 389 من فتح الباري).
فترى عقلا ومنطقا وما جاء في الاخبار إنما منع رسول الله الكذب والتحريف ولم يمنع الأحاديث والسنن الصحيحة لأنه إنما قالها لتروى عنه وتبقى بعده وعند علماء الشيعة رغم ما كانوا فيه من جور السلطة في زمن الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين ومنعوهم من تدوين الحقيقة فقد ثبت أن أخبارهم جاءت مستندة مؤيدة متسلسلة عن رسول الله وعلي وعترته نسلا بعد نسل، وعندهم أن أول من دون الحديث إنما هو أبو رافع مولى رسول الله واسمه أسلم. كان للعباس بن عبد المطلب فوهبه لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الذي عمل منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أثل الغابة، وكانت سلمى مولاة رسول الله عند أبي رافع فولدت له عبد الله بن أبي رافع كاتب علي (عليه السلام) وقيل: إن لأبي رافع كتاب السنن والأحكام والقضايا وإنه أقدم كتاب في ترتيب الحديث حيث جمعه في الأبواب جاء ذلك في ص 27 و 28 من كتاب " الشيعة وفنون الاسلام " لمؤلفه السيد حسن الصدر، طبع مطبعة العرفان بصيدا سنة 1331 هجرية. وجاء في المطالعات والمراجعات والردود للعلامة الحجة محمد حسين آل كاشف الغطاء: إن أول من دون الحديث ابن أبي رافع كاتب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وخازنه على بيت المال وقال: " بل الحق أن أول من دونه هو نفس أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كما يدل عليه خبر الصحيفة في الصحيحين ".
ومن مجموع ما مر فإن تدوين الحديث كان يلي في الأهمية والضرورة تدوين القرآن الكريم، وكما ان القرآن بتدوينه والاهتمام به خلص من التشتت