(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) وقوله: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).
خلق الانسان حرا ببدنه وأفكاره وأمواله ومسلكه وسيرته حرية مطلقة لا يقيده إلا بقدر أن لا يتعدى على حقوق الآخرين.
والانسان خلق حرا لا يخضع خضوع العبودية لبشر مثله ولأي فرد مهما عظم، ولا يجوز له أن يقيد حريته هذه التي أعطاه الله إياها بالقيود والعبودية لفرد أو عادة أو خلق إلا تلك التي حددها له الله ومن أمره الله عليه وأوجب عليه طاعته مع الاعتقاد بأن الله لا يريد في أمره ونهيه للبشر إلا الخير للبشر وربطهم برابطة المحبة والمودة والإخاء وذلك ما تعنيه الآيتان الشريفتان المارتان في آية الإطاعة وآية الولاية ولا يقصد بها الخنوع والخضوع لكل سلطان قاهر جبار.
والإطاعة المفروضة لله ولرسوله ولأولي الأمر ليست مجرد الإطاعة الظاهرية وحسب وانما هي الإطاعة الظاهرية والباطنية، واتباع أوامر ونواهي أولي الامر سرا وعلانية فهي حسب العقيدة الدينية عند ذوي الايمان انما هي شريعة وفرض على افراد البشر لله العالم الحي القيوم الواقف على السرائر وصاحب يوم الجزاء