وانظر أبا بكر وهو يجهل قضية بسيطة ويأبى أن يسأل أعلم الأمة عنها فتراه يجتهد وبعدها يفتي على رأي المغيرة الزاني والمعروف بالغش وإلى جانبه الصحابة الثقات وعلى رأسهم ابن عباس ودونه وصي رسول الله وباب مدينة علمه علي بن أبي طالب، ويبقى في تردده في كثير من المسائل حتى الموت ومنها ما أخرجه ص 54 العلامة محمود أبو رية في كتابه أضواء على السنة المحمدية وقال:
روى ابن شهاب عن قبيصة أن الجدة جاءت أبا بكر ملتمسة أن تورث فقال: ما أجد لك في كتاب الله شيئا، وما علمت أن رسول الله ذكر لك شيئا، ثم سأل الناس فقام المغيرة فقال: كان رسول الله يعطيها السدس، فقال له: هل معك أحد؟ فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك فأنفذه بها أبو بكر. فأين هذا ممن يسأل الناس قائلا:
" أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني " ويطلب منهم أن يسألوه عن القرآن وعما في الأرض والسماء وهو يشير إلى صدره قائلا: هذا سفط العلم، هذا لعاب رسول الله كما مر ذكر ذلك.