لماذا منع تدوين الحديث؟ من منعه؟ أليست السنة هي التي تفصل المجمل من القرآن كما جاء في أكثر النصوص الواجبة من صلاة وصوم وخمس وزكاة وحج وجهاد وكافة ما ورد في الفقه عن الأحوال الشخصية من زواج وطلاق ومواريث... الخ، والحدود وما يتبعها وتوضيح المنهج وغيرها؟
أليست السنة هي الأصول والقواعد التي أمر بها ونهى عنها رسول الله وعمل بها وكتب منها إلى من أرسله إلى المدن والأقطار النائية، والوصايا الإدارية والأخلاقية التي حث عليها أو التي طلب الانتهاء من إتيانها؟ أليست أقرب العهود إلى رسول الله هي أصدقها وخصوصا وأن الصحابة أحياء؟، ألم تنزل آية التبليغ وإكمال الدين في غدير خم ونصب رسول الله عليا للولاية بعده وأمر بتهنئته رجلا ونساء وطلب من الحضور كما مر وهم بين مئة ألف إلى أكثر من 200 ألف أن يبلغ الحاضر الغائب؟ ألم تنزل أكثر من ثلاثمائة آية في علي ولكل منها حديث كآية الولاية وآية التطهير (الكساء) وآية التبليغ وآية إكمال الدين في يوم الغدير وكثير من الآيات الأخرى لكل منها حديث يلزم تدوينه؟ كم حديث لرسول الله في علي وفي أهل بيته تلك التي ذكرنا بعضها بأسانيدها وكم هناك من الأحاديث كل منها له صلة بآيات قرآنية، ولكل آية قرآنية رواية وحديث صحيح يلزم معرفته لمعرفة فيم نزلت ليدرك منها المسلمون الحقائق التاريخية والهدف الذي جاءت من أجله.