أغضبناها فانطلقا جميعا فاستأذنا على فاطمة فلم تأذن لهما فاتيا عليا فكلماه فأدخلهما عليها فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط فسلما عليها فلم ترد عليهما السلام إلى أن قال: فقالت فاطمة أرأيتكما ان حدثتكما حديثا عن رسول الله تعرفانه وتفعلان به؟ قالا: نعم، فقالت: " نشدتكما الله! ألم تسمعا رسول الله يقول رضا فاطمة رضاي، وسخط فاطمة سخطي؟ " قالا: " نعم " سمعناه من رسول الله، قالت: " فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه ". إلى أن قال: " وهي تقول لأبي بكر: والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها ".
هنا كما مر في الروايات المتقنة يتجلى للقارئ الكريم ان ابا بكر وعمر كلاهما خالفا أوامر الله وأوامر رسوله في جميع وصاياه في علي بن أبي طالب وعترته كما مر في جميع الموارد التي نزلت في علي (عليه السلام) انه كان أخا ووزيرا ووصيا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمر بنصرته واتباعه، وانه مولى جميع المؤمنين والمسلمين مثل رسول الله، ولم تظهر مخالفة أبي بكر صريحة إلا في تخلفه عن جيش أسامة والتي لعن رسول الله كل متخلف واتباع أبي بكر عمر في عدم تقديم قلم وقرطاس لرسول الله ومخالفة أوامره صراحة وأعظمها التباني على اغتصاب الخلافة على خلاف ما امر رسول الله وحضور السقيفة والتآمر على ذلك وهم عصبة لا يتجاوزون العشرة، وبعدها ارغام البعض بالبعض الآخر والتهديد والقهر والقتل والهتك، ولا ننسى قتل ابن نويرة وليلة قتله النزو على زوجته المحصنة قهرا وعمر يهدد خالدا على عمله بالحد وإذا بأبي بكر وهو يعلم ذلك ويعفيه ويقلده وسام الفخر، ويسميه سيف الله. وعمل كلما يؤيد حكمه من ضرب أخلص المؤمنين والصحابة المقربين المتبعين لأوامر الله ورسوله لأدنى اعتراض عليه، واعطاء الولاية والحكم لكل من والاه مهما بلغ من الخصومة لرسول الله، وابعاد علي وآل الرسول من أي منصب، وتهيئة الملك لآل أمية.