وحذيفة وعمارا وهم يريدون ان يعيدوا الامر شورى بين المهاجرين وبلغ ذلك أبا بكر وعمر فأرسلا إلى أبي عبيدة وإلى المغيرة بن شعبة فسألاهما عن الرأي، فقال المغيرة: الرأي ان تلقوا العباس فتجعلوا له ولولده في هذا الامر نصيبا لتقطعوا بذلك ناحية علي بن أبي طالب، إلى أن قال، فقال العباس لأبي بكر في جملة ما قال: وما أبعد قولك إنهم طعنوا من قولك انهم مالوا إليك. إلى أن قال: واما قولك يا عمر: إنك تخاف الناس علينا فهذا الذي قدمتموه أول ذلك وقال النظام وهو من مشايخ المعتزلة وأستاذ الجاحظ: وقد نص النبي على علي كرم الله وجهه في مواضع، وأظهره إظهارا لم يشتبه على الجماعة إلا أن عمر كتم ذلك وهو الذي تولى بيعة أبي بكر يوم السقيفة.
وروى ابن عبد ربه أن عثمان لما أراد أن يقرأ عهد أبي بكر قال له طلحة:
اقرأه وان كان فيه عمر، فقال له عمر: وبم علمت ذلك، فقال وليته أمس وولاك اليوم. وقال ابن أبي الحديد: وعمر هو الذي شيد بيعة أبي بكر بدفع المخالفين فكسر سيف الزبير لما جرده ودفع في صدر المقداد ووطئ في السقيفة سعد بن عبادة وقال: اقتلوا سعدا قتل الله سعدا، وحطم انف الحباب بن المنذر الذي قال يوم السقيفة أنا جديلها المحنك وعذيقها المرجب، وتوعد من لجأ إلى دار فاطمة من الهاشميين وأخرجهم منها، ولولاه لم يثبت لأبي بكر أمر، ولا قامت له قائمة.
نقل ابن أبي الحديد عن كتاب أبي بكر للجوهري في السقيفة عن يعقوب بن شيبة عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن سليمان الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن رافع بن أبي رافع قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جيشا فأمر عليه عمرو بن العاص وفيهم أبو بكر وعمر وأمرهم ان يستنفروا من مروا به فمروا علينا فاستنفرونا فنفرنا في غزاة ذات السلاسل وهي التي تفخر بها أهل الشام يقولون: استعمل رسول الله عمرو بن العاص على جيش فيه أبو بكر