المؤثرة في امر الدين وهو كذلك، وان كان الغرض كله إقامة مراسم الشرع في حال تزلزل القلوب وتسكين ثائرة الفتنة المؤثرة عند تقلب الأمور.
أقول: مما لا شك فيه أن عمر وأبا بكر باعترافهما فيما مر ويأتي أنهما خالفا رسول الله الأول في تخلفهما عن جيش أسامة كما اعترف أبو بكر وانه قال في مرض موته: إنه يأسف لتخلفه عن جيش أسامة. والثاني أي عمر كما يرد انه اعترف أمام ابن عباس انه صد القوم عن إتيان القلم والقرطاس للنبي لأن عمر كان يدري أن النبي يريد كتابة العهد لعلي. فإذا كان غلب عليه المرض على حد قوله أو أن النبي يهجر، كيف قبلتم عهد أبي بكر في عمر والذي أكمله عثمان، وأبو بكر في حالة الغيبوبة؟ ومن خول أبا بكر ان يعطي أمر الأمة إلى عمر دون أخذ رأي الأمة ان كان احتج ببيعته في السقيفة من قبل الأمة.
نقل عن ابن أبي الحديد في عنوان جواب علي لما خاطبه العباس وأبو سفيان ان يبايعا له. قال البراء بن عازب لم أزل لبني هاشم محبا فلما قبض رسول الله خفت ان تتمالأ قريش على اخراج هذا الامر عنهم فأخذني ما يأخذ الوالهة العجول مع ما في نفسي من الحزن لوفاة رسول الله فإني كذلك إذ فقدت أبا بكر وعمر وإذا قائل يقول: القوم في سقيفة بني ساعدة وإذا قائل آخر يقول: قد بويع أبو بكر، فلم ألبث وإذا أنا بأبي بكر وقد أقبل ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة وهم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلا خبطوه وقدموه فمدوا يده فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه شاء ذلك أو أبى، فأنكرت عقلي وخرجت اشتد حتى انتهيت إلى بني هاشم والباب مغلق، فطرقت عليهم الباب طرقا عنيفا وقلت: قد بايع الناس أبا بكر بن أبي قحافة، فقال العباس " تربت أيديكم إلى آخر الدهر " اما اني امرتكم فعصيتموني فمكثت أكابد ما في نفسي ورأيت في الليل المقداد وسلمان وأبا ذر وعبادة بن الصامت وأبا الهيثم بن التيهان