أهل بيتي " وهو القائل في خطبته الشقشقية: اما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير.. إلى آخر ما قال. وهل يقبل الله عذره (يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من اخباركم) (1).
وقد روى الجوهري أيضا بعد ذلك الخبر باخبار عن حبيب بن ثعلبة قال " سمعت عليا يقول: أما ورب السماء والأرض ثلاثا أنه لعهد النبي الأمي إلي لتغدرن بك الأمة من بعدي " (2).
وروى أبو بكر الجوهري في كتاب سقيفته كما نقله ابن أبي الحديد في آخر شرحه لقوله (عليه السلام) في معنى الأنصار ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرض موته امر أسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جلة المهاجرين والأنصار منها أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وأمره ان يغير على مؤتة حيث قتل أبوه زيد، وان يغزو وادي فلسطين فتثاقل أسامة وتثاقل الجيش بتثقاله وجعل رسول الله يثقل ويخف ويؤكد القول في تنفيذ ذلك البعث حتى قال له أسامة: بأبي أنت وأمي أتأذن لي ان امكث أياما حتى يشفيك الله تعالى؟ فقال:
اخرج وسر على بركة الله! فقال: " ان خرجت وأنت على هذا الحال، خرجت وفي قلبي قرحة منك "، فقال: " سر على النصر والعافية " فقال: " إني أكره أن سأل عنك الركبان "، فقال: " انفذ ما امرتك به ". ثم أغمي على رسول الله وقام أسامة فجهز للخروج، فلما أفاق رسول الله سأل عن أسامة والبعث فأخبر انهم متجهزون، فجعل يقول: " أنفذوا بعث أسامة، لعن الله من تخلف عنه " ويكرر ذلك، فخرج أسامة واللواء على رأسه والصحابة بين يديه حتى إذا كان بالجرف نزل ومعه أبو بكر وعمر وأكثر المهاجرين ومن الأنصار أسيد بن خضير وبشير بن سعد وغيرهم من