ذكرنا الآية التي نزلت عليه في الغار (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا) وقد مر تفسير الآية بنظر الخليفة المأمون في مناظرته مع الأربعين فقيها كما جاء عن ابن عبد ربه في كتابه العقد الفريد. وما كان يدل على مدح سوى ان ابا بكر حزن ورسول الله نهاه عن الحزن وقال له يذكره: ان الله معنا فلا داعي للخوف والحزن، وهل يليق بمن آمن بالله ورسوله وصاحب رسول الله، وهو معه، ان يتداخله الحزن لهذه الدرجة التي نهاه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عنه ويذكره بالله وانه معهم!؟ وما أكثر الروايات المختلقة في أبي بكر وعمر وعثمان وآل أمية في زمن بني أمية أخصهم معاوية الذي أعلن في رسالته لعماله أن يختلقوا الروايات في آل أمية وأخص منهم عثمان وبعدهم عمر وأبا بكر وينسبوا لهم الفضائل التي نسبت لعلي وآله، ويبدلوا ما روي في علي وآله من المدح ذما، وان يكثروا الهدايا والمنح لكل من يفعل ذلك، وبالعكس: القتل والتعذيب والسلب والهدم والتحقير لكل من روى عن أبي تراب وآله، وتعليم الصبيان في المكاتب وبث الخطب في الجوامع، وإباحة سب أبي تراب وآله حتى جعلها سنة في الصلاة والأعياد، فما تراه من الروايات في أبي بكر أكثرها يناقض الواقع، وتناقضها آيات قرآنية وسنن وروايات نبوية مسلمة في الصحاح، وكذبها أكابر علماء السنة كما مر.
(٢٠٤)