من المهاجرين والأنصار كسائر الناس تحت قيادته لماذا لم يؤمر فيها أبا بكر أو عمر إن كانا بدرجة يعتمد عليهما رغم اعتراضهما وتأخرهما حتى لعن من تخلف عن جيش أسامة، وكان مما أسف عليه أبو بكر في مرض موته هو تأخره عن جيش أسامة وقد شهد على نفسه بالتخلف.
بينما نجد عليا اختص به رسول الله لنفسه وبقربه. ولم يحدث ولا مرة أن أمر أحدا على علي في جميع غزواته سوى تلك التي كانت الامارة تحت نظره مباشرة، وأخيرا حينما أرسلت عائشة لأبيها في مرض موت رسول الله ليصلي بالمسلمين سرعان ما نجد رسول الله وهو مريض يحضر ويصلي بهم ولا يترك ابا بكر اماما يأتمون به. هذه التي مر ذكرها وخصوصا أيام مرض رسول الله وتخلف أبي بكر وعمر عن الالتحاق بجيش أسامة ومخالفة عمر في كتابة العهد حينما طلب رسول الله قلما وقرطاسا يكتب فيه كي لا يضل القوم بعده فمنع عمر ذلك وبعلم من أبي بكر إذ كانا دوما متفقين وفي سياسة واحدة ولو كان أبو بكر منع عمر لانتهى عن عمله ولكنهما اتفقا وقررا مخالفة رسول الله في وصيته كما جاء في كتاب معاوية لمحمد بن أبي بكر في جواب كتابه سابق الذكر.
إذن كان رسول الله يعرف كل ذلك ولكنه أخبر من الله ان القوم سوف ينقضون الوصية والإمامة والخلافة والسلطة بعده كما جاء تلميحا في حديث عبد الله بن عمر للحسين بن علي حينما أراد مغادرة الحجاز للعراق بدعوة أهل العراق في زمن يزيد حيث قال له: أحدثك بحديث لأردك فيه، إنكم من الله لكم الآخرة، والدنيا لغيركم، فاترك ما أنت فيه من السفر والذهاب إلى الكوفة.