تتجلى في الغار عند الهجرة، وفي حملة خيبر ويوم حنين واستعادة سورة البراءة. وأمره بقتل المارق وفي جيش أسامة، يوم لعن من تخلف عن جيش أسامة وغيرها.
لا شك ان كل فرد يجرب أصحابه في المعاملات والسفر، وفي المكاره والحروب، والمشكلات، وكان رسول الله من الطراز الأول لهذا الانتخاب، فقد عرف كيف ينتخب، وكيف يصنف، وكيف يعتمد على كل فرد، وكيف يبرهن على درجة اعتماده وثقته بهم، وعرف كيف يبرهن لهم عمليا عن درجة لياقة كل واحد منهم في تحمل الشدائد، ويبرهن لهم درجة إخلاصهم في دينهم والذب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والتضحية في سبيل الاسلام. وأما أبو بكر الذي كان من أوائل المسلمين وأبا عائشة أم المؤمنين، وأولى زوجاته بعد زوجته المخلصة المؤمنة الزكية خديجة الكبرى، فقد كان كما قلنا رغم انه من أوائل من أسلم بيد ان رسول الله عندما آخى قبل الهجرة بين المسلمين نجده رغم كون أبي بكر يناسبه سنا وفي مقدمة المسلمين السابقين لم يؤاخه بل يؤاخي عليا ذلك الذي له في السن البون الشاسع بينهما، ثم نجده ينتخب عليا لصحبته ما دام في مكة المكرمة قبل الهجرة، حتى إذا اجتمعت زعماء قريش وقرروا الاشتراك جميعا في قتله ولم يكن له مناص سوى الهجرة وترك علي في فراشه فيتقبل هذه التضحية العظمى بنفسه