المؤمنين ولد عام حجة الوداع، وكان من شيعة علي رضي الله عنه، فإنه تزوج بأمه أسماء وولاه مصر وقتل بها سنة ثمان وثلاثين.
وأم كلثوم بنت أبي بكر رضي الله عنه (1)، أمها حبيبة بنت
(١) هي أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه، من فواضل نساء عصرها، خطبها عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك أن رجلا من قريش قال لعمر بن الخطاب: ألا تتزوج أم كلثوم بنت أبي بكر، فتحفظه بعد وفاته، وتخلفه في أهله، فقال عمر رضي الله عنه: بلى، إني لأحب ذلك، فاذهب إلى عائشة، فاذكر لها ذلك، وعد إلي بجوابها. فمضى الرسول إلى عائشة، فأخبرها بما قال عمر. فأجابته إلى ذلك، وقالت له: حبا وكرامة.
ودخل عليها بعقب ذلك المغيرة بن شعبة، فرآها مهمومة، فقال لها: مالك يا أم المؤمنين؟ فأخبرته برسالة عمر، وقالت: إن هذه جارية حدثة، وأردت لها عيشا ألين من عمر، فقال لها: علي أن أكفيك.
وخرج من عندها، فدخل على عمر رضي الله عنه فقال: بالرفاء والبنين، وقد بلغني ما أتيته من صلة أبي بكر في أهله، وخطبتك أم كلثوم. قال عمر رضي الله عنه: قد كان ذاك. قال: إلا إنك يا أمير المؤمنين رجل شديد الخلق على أهلك، وهذه صبية حديثة السن، فلا تزال تنكر عليها الشئ فتضربها، فتصيح، فيغمك ذلك، وتتألم له عائشة، ويذكرون أبا بكر، فيبكون عليه، فتجدد لهم المصيبة، مع قرب عهدها في كل يوم.
فقال له: متى كنت عند عائشة وأصدقني؟ فقال: آنفا، فقال عمر: أشهد أنهم كرهوني، قد ضمنت لهم أن تصرفني عما طلبت، وقد أعفيتهم. فعاد إلى عائشة، فأخبرها الخبر، وأمسك عمر عن معاودة خطبتها.
وروت عن أختها عائشة أم المؤمنين، وروى عنها ابنها إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وطلحة بن يحيى بن طلحة، والمغيرة بن حكيم الصنعاني، وجبير ابن حبيب، ولوط بن يحيى، وعبد الله بن عبيد بن عمير، وروى لها مسلم والترمذي، لها ترجمة في (أعلام النساء): ٤ / ٢٥٠ - ٢٥١، (الإصابة): ٨ / ٢٩٦، ترجمة رقم (١٢٢٣٥)، (العقد الفريد):
٧ / ٩٦ - ٩٧، (تهذيب التهذيب): ١٢ / ٥٠٣، ترجمة رقم (٢٩٧٧)، (خلاصة تذهيب الكمال):
٣ / ٢٠٤، ترجمة رقم (٥٧)، (تاريخ الإسلام): ٣ / ١٢٠، ٥٢٦، (المعارف): 175.