ومحمد بن أبي بكر (2)، أمه أسماء بنت عميس (3)، أخت ميمونة أم
(٢) ولدته أسماء بنت عميس في حجة الوداع وقت الإحرام، وكان قد ولاه عثمان إمرة مصر، كما هو مبين في سيرة عثمان، ثم سار لحصار عثمان، وفعل أمرا كبيرا فكان أحد من توثب على عثمان حتى قتل، ثم انضم إلى علي فكان من أمرائه، فسيره على إمرة مصر سنة سبع وثلاثين في رمضانها، فالتقى هو وعسكر معاوية، فانهزم جمع محمد، واختفى هو في بيت مصرية، فدلت عليه، فقال: احفظوني في أبي بكر، فقال معاوية بن حديج: قتلت ثمانين من قومي في دم الشهيد عثمان وأتركك، وأنت صاحبه؟!
فقتله، ودسه في بطن حمار ميت، وأحرقه. وقال عمرو بن دينار: أتي بمحمد أسيرا إلى عمرو بن العاص، فقتله، يعني بعثمان.
وقال الحافظ الذهبي: أرسل عنه ابنه القاسم بن محمد الفقيه. له ترجمة في: (التاريخ الكبير):
١ / ١٢٤، (الجرح والتعديل): ٧ / ٣٠١، (تاريخ الطبري): ٥ / ٩٤، (جمهرة أنساب العرب):
١٣٨، (الكامل في التاريخ) ٣ / ٣٥٢، (تهذيب الأسماء واللغات): ١ / ٨٥، (الإصابة):
٦ / ٢٤٥، ترجمة رقم (٣٨٠٠)، (الإستيعاب): ٣ / ١٣٦٦، ترجمة رقم (٢٣٢٠)، (تهذيب التهذيب): ٩ / ٧٠، ترجمة رقم (١٠١)، (خلاصة تذهيب الكمال): ٢ / ٣٨٥، ترجمة رقم (٦٠٨٩)، (سير أعلام النبلاء): ٣ / ٤٨١ - ٤٨٢، ترجمة رقم (١٠٤)، (شذرات الذهب):
١ / ٤٨، (الإعلام بوفيات الأعلام): ٣٣.
(٣) هي أسماء بنت عميس بن معد - بوزن سعد أوله ميم - ابن الحارث الخثعمية، أم عبد الله، من المهاجرات الأول، أسلمت قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم، وكانت داره على الصفا، وهي الدار التي فيها دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإسلام، فأسلم فيها قوم كثير.
هاجر بها زوجها جعفر الطيار إلى الحبشة، فولدت له هناك: عبد الله، ومحمدا وعونا، - فلما هاجرت معه إلى المدينة سنة سبع، واستشهد يوم مؤتة، تزوج بها أبو بكر الصديق، فولدت له:
محمدا، وقت الإحرام، فحجت حجة الوداع، ثم توفي الصديق، فغسلته. وتزوج بها علي بن أبي طالب.
وقدمت أسماء بنت عميس من الحبشة فقال لها عمر رضي الله عنه: يا حبشية، سبقناكم بالهجرة، فقالت: لعمري لقد صدقت: كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلميطعم جائعكم، ويعلم جاهلكم، وكنا البعداء الطرداء. أما والله لأذكرن ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فأتته، فقال: (للناس هجرة واحدة، ولكم هجرتان).
قالت أسماء بنت عميس: يا رسول الله، إن هؤلاء يزعمون أنا لسنا من المهاجرين! قال: (كذب من يقول ذلك، لكم الهجرة مرتين: هاجرتم إلى النجاشي، وهاجرتم إلي).
قال الشعبي: أول من أشار بنعش المرأة - يعني المكبة - أسماء، رأت النصارى يصنعونه بالحبشة. وعن عبد الله بن شداد، عن أسماء بنت عميس قالت: لما أصيب جعفر قال: (تسلبي ثلاثا، ثم اصنعي ما شئت). قال في (النهاية): أي البسي ثوب الحداد، وهو السلاب، والجمع سلب، وتسلبت المرأة: إذا لبسته.
وأخرج ابن سعد في (الطبقات) بإسناد صحيح عن سعيد بن المسيب قال: نفست بذي الحليفة، فهم أبو بكر بردها، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:: (مرها فلتغتسل، ثم تهل بالحج).
وأوصى أبو بكر أن تغسله أسماء، قال قتادة: فغسلته بنت عميس امرأته، فسألت من حضر من المهاجرين، وقالت: إني صائمة، وهذا يوم شديد البرد، فهل علي من غسل؟ فقالوا: لا.
وروى أبو إسحاق عن مصعب بن سعد: أن عمر رضي الله عنه فرض الأعطية، ففرض لأسماء بنت عميس ألف درهم. قال الواقدي: ثم تزوجت عليا فولدت له: يحيى، وعونا.
زكريا بن أبي زائدة: سمعت عامرا يقول: تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر ابناها: محمد ابن أبي بكر، ومحمد بن جعفر، فقال كل منهما، أنا أكرم منك، وأبي خير من أبيك. فقال لهما علي: اقضي بينهما، قالت: ما رأيت شابا من العرب خيرا من جعفر، ولا رأيت كهلا خيرا من أبي بكر. فقال علي: ما تركت لنا شيئا، ولو قلت غير الذي قلت لمقتك، قال: إن ثلاثة أنت أخسهم خيار. أخرجه ابن سعد في (الطبقات)، ورجاله ثقات.
وأخرج ابن سعد في (الطبقات) بإسناد صحيح، عن علي رضي الله عنه قال: كذبتم من النساء الحارقة، فما ثبتت من امرأة إلا أسماء بنت عميس. و (كذب) ها هنا: إغراء، أي: عليكم بالحارقة، وهي كلمة نادرة جاءت على غير قياس.
والحارقة: المرأة التي تغلبها شهوتها، الضيقة الملاقى - وهو مأزم الفرج ومضايقه - كأنها تضم الفعل - بفتح الفاء وسكون العين أي الفرج - ضم العاض الذي يحرق أسنانه، ويقال لها: العضوض والمصوص.
وعن علي عليه السلام: إنه سئل عن امرأته: فقال: وجدتها حارقة، طارقة، فائقة، أراد بالطارقة:
التي طرقت بخير، والفائقة: فاقت في الجمال. وقيل: الحارقة: النكاح على الجنب، أخذت من حارقة الورك، وهي عصبة فيها، والمعنى: عليكم من مباشرة النساء بهذا النوع. وعنه عليه السلام: كذبتكم الحارقة، ما قام لي بها إلا أسماء بنت عميس. ذكره الزمخشري في (الفائق).
وقال ابن منظور: والحارقة، والحاروق من النساء: الضيقة الفرج، وامرأة حارقة: ضيقة الملاقي - وقيل: هي التي تغلبها الشهوة حتى تحرق أنيابها بعضها على بعض، أي تحكها، يقول: عليكم بها، ومنه الحديث: وجدتها حارقة، طارقة، فائقة. (اللسان). وقال في هامشه: قوله: (يقول عليكم بها). كذا بالأصل هنا، وأورده ابن الأثير في تفسير حديث الإمام علي: خير النساء الحارقة، وفي رواية كذبتكم الحارقة.
قال الحافظ الذهبي: لأسماء حديث في سنن الأربعة، حدث عنها: ابنها عبد الله بن جعفر، وابن أختها عبد الله بن شداد، وسعيد بن المسيب، وعروة، والشعبي، والقاسم بن محمد، وآخرون. عاشت بعد علي، وكان عمر بن الخطاب يسأل أسماء بنت عميس عن تفسير المنام، ونقل عنها أشياء من ذلك، روت عن النبي لله ستين حديثا، لها ترجمة في (نهاية ابن الأثير): ١ / ١٧٣ - ٢٧٣، (لسان ابن منظور): ١٠ / ٤٥، (فائق الزمخشري): ١ / ٢٧٥ - ٢٧٦، (موطأ مالك): ١ / ١٤٨ - ١٤٩، (ثقات منظور): ١٠ / ٤٥، (فائق الزمخشري): ١ / ٢٧٥ - ٢٧٦، (موطأ مالك): ١ / ١٤٨ - ١٤٩، (ثقات ابن حبان): ٣ / ٢٤، (حلية الأولياء): ٢ / ٧٤، (أعلام النساء): ١ / ٥٧ - ٥٨، (أسماء الصحابة):
٧٦، ترجمة رقم (٥٦)، (تلقيح الفهوم): ٣٦٥، (تاريخ الإسلام): ٣ / ٤٨، ١١٩، ١٢٠، ٢٠٣، ٣٥٥، ٣٥٦، ٦٠٠، (مسند أحمد): ٦ / ٤٥٢، (الإصابة): ٧ / ٤٨٩ - ٤٩١، ترجمة رقم (١٠٨٠٣)، (طبقات ابن سعد): ٨ / ٢٨٠ - ٢٨٥، (المعارف): 171، 173، 210، 282، 555، (تهذيب التهذيب): 12 / 427 - 428، ترجمة رقم (2725)، (خلاصة تذهيب الكمال):
3 / 374، ترجمة رقم (5)، (سير الأعلام): 2 / 282 - 287، (شذرات الذهب): 1 / 15، 48.