إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٥ - الصفحة ٩٠
حتى رووا، قال: فقلت: هل بقي أحد له حاجة؟ فرفع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يده من الجفنة وهي ملأى (1). وذكر الحديث.
وخرج البيهقي - رحمه الله - من حديث عبد الله بن يزيد المقري قال: حدثنا عبد الرحمن بن زياد بن نعيم الحضرمي قال: (2) سمعت زياد بن الحرث الصدائي [صاحب رسول الله] (3)، يحدث قال: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فبايعته على الإسلام فذكر الحديث [إلى أن قال] (3) ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اعتشى من أول الليل - أي سار من أول الليل - فلزمته وكنت قويا، وكان أصحابه ينقطعون عنه ويستأخرون، حتى لم يبق معه أحد غيري، فلما كان أذان صلاة الصبح أمرني فأذنت، فجعلت أقول: أقيم يا رسول الله؟ فجعل ينظر إلى ناحية المشرق إلى الفجر فيقول: لا، حتى إذا طلع الفجر نزل فتبرز ثم انصرف إلي وقد تلاحق أصحابه فقال: هل من ماء يا أخا صداء؟ فقلت: لا، إلا شئ قليل لا يكفيك، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): اجعله في إناء ثم ائتني به، ففعلت، فوضع كفه في الماء، قال الصدائي: فرأيت بين إصبعين من أصابعه عينا تفور!! فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
لولا أني أستحيي من ربي لسقينا واستقينا، ناد في أصحابي من كان له حاجة في الماء، فناديت فيهم، فأخذ من أراد منهم. فذكر الحديث (4).

(١) (مسلم بشرح النووي): ١٨ / ٣٥٢ - ٣٥٣، كتاب الزهد والرقاق، باب (18) حديث جابر الطويل، حديث رقم (3013).
(2) كذا في (خ)، وفي (دلائل البيهقي): " حدثنا عبد الرحمن بن زياد، قال حدثنا زياد بن نعيم الحضرمي، قال: ".
(3) زيادة للسياق من المرجع السابق.
(4) (دلائل البيهقي): 4 / 125 - 127، باب ذكر البيان أن خروج الماء من بين أصابع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان غير مرة، وزيادة ماء البئر ببركة دعائه كانت له عادة، وكل واحد منها دليل واضح من دلائل النبوة.
والحديث أخرجه أيضا الترمذي في الصلاة، باب ما جاء أن من أذن فهو يقيم، حديث رقم (199) مختصرا، وأبو داود في الصلاة، باب الرجل يؤذن ويقيم آخر، حديث رقم (514) مختصرا من طريق عبد الله بن عمر بن غانم، ابن ماجة في كتاب الأذان، باب (3) السنة في الأذان، حديث رقم (717)، ورواه البيهقي في (السنن): 1 / 381، 1 / 399.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست