وخراج دارابجرد (1) من فارس، وألا يشتم علي وهو يسمع، فالتزم شروطه كلها (2)، وحقق الله بذلك قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الحسن: إن ابني هذا سيد، وعسى الله أن يبقيه حتى يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين (3)، ثم قام الحسن في أهل العراق فقال: يا أهل العراق! إنه سخى بنفسي عنكم ثلاث: قتلكم أبي، وطعنكم إياي، وانتهابكم متاعي (4).
وتسلم معاوية الأمر لخمس بقين من ربيع الأول، وقيل من ربيع الآخر، وقيل من جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين، وكانت خلافة الحسن خمسة أشهر ونصف، وقيل: ستة أشهر، ودخل معاوية الكوفة فقال له عمرو بن العاص: لتأمر الحسن أن يقوم فيخطب الناس ليظهر لهم عيه، فخطب معاوية الناس، ثم أمر الحسن أن يخطبهم، فقام فحمد الله بديهة ثم قال: