قال أبو عيسى: هكذا قال قتيبة في هذا الحديث عن آبي اللحم، ولا نعرف له عن النبي (صلى الله عليه وسلم) إلا هذا الحديث الواحد، وعمير مولى آبي اللحم قد روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث وله صحبة (1).
وخرج البخاري ومسلم والنسائي من حديث إسماعيل بن جعفر، عن شريك بن أبي نمر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان نحو دار القضاء، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) قائما يخطب، فاستقبل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قائما ثم قال: يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا، فرفع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يديه ثم قال: اللهم أغثنا... اللهم أغثنا... اللهم أغثنا....
قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة، وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، فلا والله ما رأينا الشمس ستا، قال: دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) قائم يخطب، فاستقبله قائما فقال:
يا رسول الله! هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها عنا.
قال: فرفع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يديه ثم قال: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر، قال:
فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس، قال شريك فسألت أنس بن مالك: أهو الرجل الأول؟ فقال: ما أدري (2). ترجم عليه البخاري باب الاستسقاء في خطبة الجمعة غير مستقبل القبلة، وقال فيه مسلم: اللهم حولنا ولا علينا.