الأنصاري وقد رجع بعد ما صلى معه صلى الله عليه وسلم، فنور له حتى دخل دار أبي حارثة، وأعطى قتادة بن النعمان عرجونا فأضاء له من بين يديه ومن خلفه صلى الله عليه وسلم.
وخرج الحسن بن علي من عنده ليلا إلى أمه، فجاءت برقة من السماء فمشى في ضوئها حتى بلغ إلى أمه، وأضاءت أصبع حمزة بن عمرو الأسلمي حتى جمع ما سقط من متاع رحله صلى الله عليه وسلم.
وتفرق من إبل أصحابه في ليلة مكر فيها المنافقون بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو بطريق تبوك، وأرى أنس بن مالك وقد خرج معه ليلا إلى المسجد نورا بأيدي قوم يدعون الله بدعائه له أن يريه الله ذلك، [وكانت] (1) الملائكة تسلم على عمران بن حصين، ونزلت السكينة والملائكة عند قراءة البراء القرآن، كان ذلك تكرمة له صلى الله عليه وسلم.
وانقلبت بضعة لحم حجرا في بيت أم سلمة، وذهب صورة مصورة بوضع يده عليها، وكان الله تعالى يعطيه ما سأل ما لم تجر به العادة، ويلهمه جواب ما يسأله عنه السائلون وهو في مقامه، وأمر أبا هريرة أن يبسط بردة كانت عليه، ثم قبضها فلم ينس بعد ذلك شيئا سمعه منه صلى الله عليه وسلم.
وضرب في صدر أبي عثمان بن أبي العاص فما نسي شيئا بعد أن حفظه، ودعا الله أن يهدي أم أبي هريرة فأسلمت بعد إبائها، ومسح وجهه بمنديل فلم تعمل فيه النار بعد ذلك إذا وضع فيها، وأعيا بعير جابر بن عبد الله وهو في سفر حتى أراد أن يسيبه، فتحسسه أو ضربه صلى الله عليه وسلم فسار عنه سيرا لم يسر مثله، وركب فرس أبي طلحة - وكان ثبطا قطوفا - فكان بعد ذلك لا يجاري، وضرب فرس جعيل بمخفقة وكانت ضعيفة عجفاء وقال: اللهم بارك له فيها، فصارت تتقدم الركب، وباع من نتاجها باثني عشر ألفا، وضرب برجله ناقة لا تكاد تسير فصارت سابقة، ودعا لرجل أن يحمله بعيره فمكث عنده عشرين سنة.
وذهب الجوع من فاطمة الزهراء بدعائه، وكفى علي بن أبي طالب الحر والبرد بدعائه، ووعك علي مرة فقال [صلى الله عليه وسلم] (1): اللهم عافه: فما اشتكى وجعه ذاك