وفيه من إنشاء قس بن ساعدة:
يا ناعي الموت والملحود في جدث * عليهم من بقايا قولهم خرق دعهم فإن لهم يوما يصاح بهم * فهم إذا انتبهوا من نومهم أرقوا حتى يعودوا بحال غير حالهم * خلقا جديدا كما من قبله خلقوا منهم عراة ومنهم في ثيابهم * منها الجديد ومنها المنهج الخلق ثم رواه البيهقي عن محمد بن عبد الله بن يوسف بن أحمد الأصبهاني. حدثنا أبو بكر أحمد بن سعيد بن فرضخ الاخميمي بمكة ثنا القاسم بن عبد الله بن مهدي ثنا أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان بن عيينة عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
فذكر القصة وذكر الانشاد قال فوجدوا عند رأسه صحيفة فيها:
يا ناعي الموت والأموات في جدث * عليهم من بقايا نومهم خرق دعهم فإن لهم يوما يصاح بهم * كما تنبه من نوماته الصعق منهم عراة وموتى في ثيابهم * منها الجديد ومنها الأزرق الخلق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي بعثني بالحق لقد آمن قس بالبعث. وأصله مشهور وهذه الطرق على ضعفها كالمتعاضدة على إثبات أصل القصة وقد تكلم أبو محمد بن درستويه على غريب ما وقع في هذا الحديث وأكثره ظاهر إن شاء الله تعالى وما كان فيه غرابة شديدة نبهنا عليه في الحواشي.
وقال البيهقي: أنا أبو سعيد بن محمد بن أحمد الشعيثي ثنا أبو عمرو بن أبي طاهر المحمدي آباذي لفظا ثنا أبو لبابة محمد بن المهدي الأموردي ثنا أبي ثنا سعيد بن هبيرة ثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس بن مالك قال قدم وفد أياد على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعل قس بن ساعدة! قالوا هلك. قال أما إني سمعت منه كلاما أرى أني أحفظه فقال بعض القوم نحن نحفظه يا رسول الله قال هاتوا: فقال قائلهم إني واقف بسوق عكاظ فقال: يا أيها الناس استمعوا واسمعوا وعوا، كل من عاش مات، وكل من مات فات، وكل ما هو آت آت، ليل داج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزهر، وبحار تزخر، وجبال مرسية وأنها مجرية إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، أرى الناس يموتون ولا يرجعون أرضوا بالإقامة فأقاموا، أم تركوا فناموا، أقسم قس قسما بالله لا آثم فيه، إن لله دينا هو أرضى مما أنتم عليه ثم أنشأ يقول:
في الذاهبين الأولين * من القرون لنا بصائر لما رأيت مصارعا * للقوم ليس لها مصادر ورأيت قومي نحوها * يمضي الأكابر والأصاغر أيقنت أني لا محالة * حيث صار القوم صائر