أبو الرواغ أيضا ثكلتكم أمهاتكم ارجعوا بنا نكن قريبا منهم لا نفارقهم حتى يقدم علينا أميرنا وما أقبح بنا أن نرجع إلى الجيش منهزمين من عدونا. فقال له بعض أصحابه إن الله لا يستحي من الحق قد والله هزمونا فقال له لا أكثر الله فينا مثلك إنا ما لم نفارق المعركة لم نهزم ومتي عطفنا عليهم وكنا قريبا منهم فنحن علي حال حسنة فقفوا قريبا منهم فإن أتوكم وعجزتم عنهم فتأخروا قليلا فإذا حملوا عليكم وعجزتم عن قتالهم فانحازوا علي حامية فإذا رجعوا عنكم فاعطفوا عليهم وكونوا قريبا منهم فإن الجيش يأتيكم عن ساعة.
فجعلت الخوارج كلما حملت عليهم انحازوا عنهم فإذا عاد الخوارج رجع أبو الرواغ في أثارهم فلم يزالوا كذلك إلى وقت الظهر فنزل الطائفتان يصلون ثم أقاموا إلى العصر وكان أهل القرى والسيارة قد أخبروا معقلا بالتقاء الخوارج وأصحابه وإن الخوارج تطرد أصحابه بين أيديهم فإذا رجعوا أعاد أصحابه خلفهم فقال معقل إن كان ظني في أبي الرواغ لا يأتيكم منهزما أبدا.
ثم أسرع السير في سبعمائة من أهل القوة واستخلف محرز بن شهاب التميمي علي ضعفة الناس فلما أشرفوا علي أبي الرواغ قال لأصحابه هذه غبرة فتقدموا بنا إلى عدونا حتى لا يرانا أصحابنا أنا تنحينا عنهم وهبناهم فتقدم حتى وقف مقابل الخوارج ولحقهم معقل فلما دنا منهم غربت الشمس فصلي بأصحابه وصلي أبو الرواغ بأصحابه وصلي الخوارج أيضا وقال أبو الرواغ لمعقل إن لهم شدات منكرات فلا تلها بنفسك ولكن قف وراء الناس تكون ردا لهم. فقال نعم ما رأيت.
فبينا هو يخاطبه حملت الخوارج عليهم فانهزم عامة أصحاب معقل وثبت