(يعز علي أن تخافوا وتطردوا * ولما أجرد في المحلين منضلا) (ولما يفوق جمعهم كل ماجد * إذا قلت قد ولي وأدبر أقبلا) (مشيحا بنصل السيف في حمس الوغى * يرى الصبر في بعض المواطن أمثلا) (وعز علي أن تصابوا وتنقصوا * وأصبح ذا بث أسير مكبلا) (ولو أنني فيكم وقد قصدوا لكم * أثرت إذا بين الفريقين قسطلا) (فيارب جمع قد فللت وغارة * شهدت وقرن قد تركت مجدلا) وأرسل المستورد إلى أصحابه فقال لهم اخرجوا من هذه القبيلة واتعدوا سوراء فخرجوا إليها منقطعين فاجتمعوا بها ثلاثمائة رجل وساروا إلى الصراة فسمع المغيرة بن شعبة خبرهم فدعا رؤساء الناس فاستشارهم فيمن يرسله إليهم فقال له عدي بن حاتم كلنا لهم عدو ولرأيهم مبغض وبطاعتك مستمسك فأينا شئت سار إليهم وقال له معقل بن قيس إنك لا تبعث إليهم أحدا ممن تري حولك إلا رأيته سامعا مطيعا ولهم مفارقا ولهلاكهم محبا ولا أرى أن تبعث إليهم أحدا من الناس أعدي لهم مني فابعثني لهم فأنا أكفيكهم بإذن الله تعالى فقال اخرج علي اسم الله فجهز معه ثلاثة آلاف وقال المغيرة لصاحب شرطته الصق بمعقل شيعة علي فإنه كان من رؤساء أصحابه فإذا اجتمعوا استأنس بعضهم ببعض وهم أشد استحلالا لدماء هذه المارقة وأجرأ عليهم من غيرهم فقد قاتلوهم قبل هذه المرة وقال له صعصعة بن صوحان نحوا من قول معقل فقال له المغيرة اجلس فإنما أنت خطيب فأحفظه ذلك.
(٤٢٩)