عليهم فاستقبلوهم بالرماح جثاة علي الركب فلم يقدروا عليهم فتركوهم وعدلوا إلى خيولهم فحالوا بينهم وبينها وقطعوا أعنتها وقد كانوا نزلوها فذهبت في كل جانب ثم مالوا علي المتفرقين من أصحاب معقل ففرقوا بينهم ثم رجعوا إلى معقل وأصحابه وهم علي الركب علي حالهم التي كانوا عليها فحملوا عليهم فلم يتجلجلوا فحملوا أخرى فلم يقدروا عليهم فقال المستورد لأصحابه لينزل نصفكم ويبقي نصفكم علي الخيل ففعلوا واشتد الحال علي أصحاب معقل وأشرفوا علي الهلاك.
فبينما هم كذلك إذ أقبل أبو الرواغ عليهم فيمن معه. وكان سبب عوده إليهم أنه أقام بمكانه ينتظرهم فلما أبطأوا عليه أرسل من يأتيه بخبرهم فرأوا الجسر مقطوعا ففرحوا ظنا منهم أن الخوارج فعلوا ذلك هيبة لهم فرجعوا إلى أبي الرواغ فأخبروه أنهم لم يروهم وأن الجسر قد قطعوه هيبة لهم فقال لهم أبو الرواغ لعمري ما فعلوا هذا إلا مكيدة وما أراهم إلا وقد سبقوكم إلى معقل حيث رأوا فرسان أصحابه معي وقد قطعوا الجسر ليشغلوكم به عن لحاقهم فالنجاء النجاء في الطلب.
ثم أمر أهل القرية فعقدوا الجسر وعبر عليه واتبع الخوارج فلقيه أوائل الناس منهزمين فصاح بهم إلى إلى فرجعوا إليه وأخبروه الخبر وأنهم تركوا معقلا يقاتلهم وما يظنونه إلا قتيلا فجد في السير ورد معه كل من لقيه من المنهزمين فانتهى إلى العسكر فرأى راية معقل منصوبة والناس يقتتلون فحمل أبو الرواغ ومن معه علي الخوارج فأزالوهم غير بعيد ووصل أبو الرواغ إلى معقل فإذا هو متقدم يحرض أصحابه فشدوا علي الخوارج شدة منكرة ونزل المستورد ومن معه من الخوارج ونزل أصحاب معقل أيضا ثم اقتتلوا طويلا من النهار بالسيوف أشد قتال.
ثم أن المستورد نادى معقلا ليبرز إليه فمنعه أصحابه فلم يقبل منهم وكان معه سيفه ومع المستورد رمحه فقال أصحاب معقل: خذ