بلادهم ثم ألق القوم على متون الخيل. فإن كانت تلك لك لحق بك من وراءك، وإن كانت عليك كنت قد أحرزت أهلك ومالك. قال مالك: والله لا أفعل ذلك إنك قد كبرت وكبر علمك، والله لتطيعنني يا معشر هوازن أو لأتكين على هذا السيف حتى يخرج من ظهري - وكره أن يكون لدريد فيها ذكر، ورأي. فقال دريد: هذا يوم لم أشهده ولم يفتني. ثم قال مالك: أيها الناس إذا رأيتم القوم فاكسروا جفون سيوفكم وشذوا عليهم شدة رجل واحد.
وبعث مالك عيونه ليأتوه بالخبر فرجعوا إليه وقد تفرقت أوصالهم فقال: ويلكم ما شأنكم؟ قالوا: رأينا رجالا بيضا على خيل بلق، فوالله ما تماسكنا أن حل بنا ما تري، فلم ينهه ذلك [عن وجهه أن مضن على ما يريد].
ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر هوازن أجمع المسير إليهم وبلغه أن عند صفوان بن أمية أدراعا وسلاحا فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يومئذ مشرك أعرنا سلاحك نلق فيه عدونا غدا. فقال له صفوان: أغصبا يا محمد؟ فقال: بل عارية مضمونة نؤديها إليك. قال: ليس بهذا بأس. فأعطاه مائة درع بما يصلحها من السلاح. ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ألفان من مسلمة الفتح مع عشرة آلاف من أصحابه فكانوا اثني عشر ألفا، فلما رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم كثرة من معه قال:. لن نغلب [اليوم] من قلة وذلك قوله تعالى: (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا)، وقيل: إنما قالها رجل من بكر.
واستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على من بمكة عتاب بن أسيد. قال جابر: فلما استقبلنا وادي حنين انحدرنا في واد أجوف حطوط