فأخبره فبكى وقال: غيب وجهك عني. وهو أول من جلد في الخمر، وأول من لبس المعصفر المصقول في الشام.
وهرب حويطب بن عبد العزى فرآه أبو ذر في حائط فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمكانه، فقال: أو ليس قد أمنا الناس، إلا من قد أمرنا بقتله؟ فأخبره بذلك فجاء إلى النبي فأسلم. قيل: إنه دخل يوما على مروان بن الحكم وهو على المدينة فقال له مروان: يا شيخ تأخر إسلامك. فقال: لقد هممت به غير مرة، فكان يصدني عنه أبوك.
* * * وأما النساء: فمنهن هند بنت عتبة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتلها لما فعلت بحمزة، ولما كانت تؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فجاءت إليه مع النساء متخفية فأسلمت وكسرت كل صنم في بيتها وقالت: لقد كنا منكم في غرور، وأهدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جديين، واعتذرت من قلة ولادة غنمها فدعا لها بالبركة في غنمها فكثرت، فكانت تهب وتقول: هذا من بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالحمد لله الذي هدانا للاسلام.
ومنهن سارة، وهي مولاة عمرو بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وهي التي حملت كتاب حاطب بن أبي بلتعة في قول بعضهم؛ وكانت قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمة فوصلها فعادت إلي مكة مرتدة فأمر بقتلها فقتلها علي بن أبي طالب.
ومنهن قينتا عبد الله بن خطل وكانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بقتلهما فقتلت إحداهما واسمها قريبة وفرت الأخرى وتنكرت وجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وبقيت إلى خلافة عمر بن الخطاب فأوطأها رجل فرسه خطأ فماتت. وقيل: