الحدق فقال: من هؤلاء؟ فقلت: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين والأنصار. فقال: ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة، لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما. فقلت: وتحك إنها النبوة. فقال: نعم إذن. فقلت: الحق بقومك سريعا فحذرهم. فخرج حتى أتي مكة ومعه حكيم بن حزام فصرخ في المسجد: يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به. فقالوا: فما قال؟ قال: من دخل داري فهو آمن. قالوا: وتحك وما تغني عنا دارك؟ فقال: ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن، ثم قال: يا معشر قريش أسلموا تسلموا.
فأقبلت امرأته هند فأخذت بلحيته وقالت: يا آل غالب اقتلوا هذا الشيخ الأحمق. فقال: أرسلي لحيتي وأقسم لئن لم تسلمي أنت لتضربن عنقك ادخلي بيتك، فتركته.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثرهما الزبير وأمره أن يدخل ببعض الناس من كداء. وكان على الجنبة اليسرى، وأمر سعد بن عبادة أن يدخل ببعض الناس من كداء، فقال سعد حين وجهه: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الكعبة. فسمعها رجل من المهاجرين فأعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لعلي بن أبي طالب: أدركه فخذ الراية منه وكن أنت الذي تدخل بها. وأمر خالد بن الوليد أن يدخل من أسفل مكة من الليط في بعض الناس، وكان معه أسلم وغفار ومزينة وجهينة وقبائل من العرب، وهو أول يوم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد ابن الوليد.
ولما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذي طوى وقف على راحلته وهو معتجر بشقة برد حبرة أحمر وقد وضع رأسه تواضعا لله تعالى حين رأي