تكاد جيادنا مستمطرات * يلطمهن بالخمر النساء * * * وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد أمر بقتل ثمانية رجال وإن وجدوا تحت أستار الكعبة، وأربع نسوة. فأما الرجال فمنهم: عكرمة بن أبي جهل، كان يشبه أباه في إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وعداوته والانفاق على محاربته، فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة خافه على نفسه فهرب إلى اليمن وأسلمت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام فاستأمنت له وخرجت في طلبه ومعها غلام لها رومي فراودها عن نفسها فأطعمته ولم تمكنه حتى أتت حيا من العرب فاستعانتهم عليه فأوثقوه وأدركت عكرمة وهو يريد ركوب البحر فقالت: جئتك من عند أوصل الناس وأحلمهم وأكرمهم، وقد أضنك فرجع وأخبرته خبر الرومي فقتله قبل أن يسلم، فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سر به فأسلم، وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستغفره له فاستغفر.
ومنهم صفوان بن أميه بن خلف، وكان أيضا شديدا على النبي صلى الله عليه وسلم فهرب خوفا منه إلى جدة، فقال عمير بن وهب الجمحي: يا رسول الله إن صفوان سيد قومي، وقد خرج هاربا منك فأمنه، قال: هو آمن، وأعطاه عمامته التي دخل بها مكة ليعرف بها أمانه، فخرج بها عمير