للكناني وقومه فمر به رجل من كنانة فضرب القرد بالسيف فقتله أنفة مما قال النصري فصرخ النصري في قيس وصرخ الكناني في كنانة فاجتمع الناس وتحاوروا حتى كاد يكون بينهم القتال ثم اصطلحوا.
وقيل كان سببه أن فتية من قريش قعدوا إلى امرأة من بني عامر وهي وضيئة عليها برقع فقالوا لها اسفري لننظر وجهك فلم تفعل فقام غلام منهم فشق ذيل إلى ظهرها ولم تشعر فلما قامت انكشفت دبرها فضحكوا وقالوا متعتنا النظر إلى وجهك فقد نظرنا إلى دبرك فصاحت المرأة يا بني عامر فضحت! فأتاها الناس واشتجروا حتى كان يكون قتال ثم رأوا أن الأمير يسير فاصطلحوا. وقيل بل قعد رجل من بني غفار يقال له أبو معشر بن مكرز وكان غازيا منيعا في نفسه وكان بسوق عكاظ فمد رجله ثم قال:
(نحن بنو مدركة بن خندف * من يطعنوا في عينه لا يطرف) (ومن يكونوا قومه يغطرف * كأنه لجة بحر مسرف) أنا والله أعز العرب فمن زعم أنه أعز مني فليضربها بالسيف فقام رجل من قيس يقال له أحمر بن مازن فضربها بالسيف فخرشها خدشا غير كثير فاختصم الناس ثم اصطلحوا (بنو نصر بن بالنون).
وأما الفجار الثاني وكان بعد الفيل بعشرين سنة وبعد موت عبد المطلب باثني عشرة سنة ولم يكن في أيام العرب أشهر منه ولا أعظم،