نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين) أي تكونا ملكين أو تخلدا إن لم تكونا ملكين في نعمة الجنة. قال الله تعالى: (فدلاهما بغرور) وكان انفعال حواء لوسوسته أعظم فدعاها آدم لحاجته فقالت: لا! إلا أن تأتي ههنا فلما أتى قالت: لا إلا أن تأكل من هذه الشجرة وهي الحنطة. قال: فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وكان لباسهما الظفر فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة قيل كان ورق التين وكانت الشجرة من أكل منها أحدث وذهب آدم هاربا في الجنة فناداه ربه أن يا آدم مني تفر؟ قال: لا يا رب ولكن حياء منك فقال: يا آدم من أين أتيت؟ قال: من قبل حواء يا رب فقال الله: فان لها علي أن أدميها في كل شهر وأن أجعلها سفيهة وقد كنت خلقتها حليمة وإن أجعلها تحمل كرها وتضع كرها وتشرف على الموت مرارا وقد كنت جعلتها تحمل يسرا ويضعن يسرا وقال الله تعالى له: لألعنن الأرض التي خلقت منها لعنة يتحول ثمارها شوكا ولم يكن في الجنة ولا في الأرض أفضل من الطلح والسدر.
وقال للحية: دخل الملعون في جوفك حتى غر عبدي ملعونة أنت لعنة يتحول بها قوائمك في بطنك ولا يكون لك رزق إلا التراب أنت عدوة بني آدم وهم أعداؤك، حيث لقيت واحدا منهم أخذت بعقبه وحيث لقيك