فكبس الصليحي بالمهجم مخيمه، فقتله، وقتل أخاه، وعدة، وأخذ خزائنه، وكانت عظيمة، وجمع بعض آل الصليحي، فقتلهم رميا بالحراب، وتملك زبيد، وعلق الرأس، فقال العثماني شاعر:
نكرت مظلته عليه فلم ترح * إلا على الملك الاجل سعيدها ما كان أقبح وجهه في خالها * ما كان أحسن رأسه في عودها سود الأراقم قاتلت أسد الشرى * يا رحمتا لأسودها من سودها (1) ثم بعد سنة، حشد مكرم بن الصليحي (2)، وأقبل من صنعاء، فالتقوا، فانكسر السودان، وانهزم الأحول، ونزلوا السفن، واسترد مكرم زبيد، وخلص أمه، ثم فلج، ففوض الأمور إلى زوجته الحرة سيده، وأقبل على اللهو مع فالجه إلى أن هلك سنة (484)، وعهد بالملك إلى ابن عمه السلطان سبأ بن أحمد، وكان الحرب بينه وبين آل نجاح سجالا، وكتب خليفة مصر إلى الحرة: قد زوجتك بأمير الامراء سبأ على مئة ألف دينار، ثم لما مات سبأ (3)، قامت بملكها، ودبر دولتها المفضل، وامتدت أيام الحرة خمسين سنة.
نعم، ثم توثب سعيد الأحول على صنعاء، ثم هلك سنة ست وثمانين، وتملك بعده أخوه جياش، وقد تنكر وسار مع وزيره قسيم الملك إلى الهند.
قال جياش: دخلنا الهند سنة (481)، فأقمنا ستة أشهر ورجعنا،