خمسة أنهار، سيحون وهو نهر الهند، وجيحون وهو نهر بلخ، ودجلة والفرات وهما نهرا العراق، والنيل وهو نهر مصر، أنزلها الله تعالى من عين واحدة من عيون الجنة من أسفل درجة من درجاتها على جناحي جبريل، فاستودعها الجبال وأجراها في الأرض وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم فذلك قوله تعالى: (وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض) [المؤمنون 18]. فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج: أرسل الله تعالى جبريل فرفع من الأرض القرآن - زاد بن المنذر وابن شاذان - والعلم كله. ثم اتفقوا: والحجر من ركن البيت، ومقام إبراهيم، وتابوت موسى بما فيه، وهذه الأنهار الخمسة، فيرفع كل ذلك إلى السماء. فذلك قوله تعالى:
(وإنا على ذهاب به لقادرون) [المؤمنون 18]. فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض فقد أهلها خير الدين وخير الدنيا. وقال الأيادي: خير الدنيا والآخرة)).
* * * باب تعريب اسم بغداد أخبرنا محمد بن علي الوراق وأحمد بن علي المحتسب قالا: أنبأنا محمد بن جعفر الكوفي النحوي قال نا الحسن بن محمد السكوني قال نا محمد بن خلف قال حدثني محمد بن أبي علي عن محمد بن أبي السري عن بن الكلبي قال: إنما سميت بغداد بالفرس لأنه أهدي لكسرى خصي من المشرق فأقطعه بغداد، وكان لهم صنم يعبدونه بالمشرق يقال له: البغ فقال: بغ داد. يقول: أعطاني الصنم. والفقهاء يكرهون هذا الاسم من أجل هذا، وسماها أبو جعفر مدينة السلام لأن دجلة كان يقال لها وادي السلام.
أخبرني الأزهري قال أنبأنا أحمد بن محمد بن موسى وأخبرنا الجوهري قال أنبأنا محمد بن العباس قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن المنادى. قال حدثني أبو موسى هارون بن علي بن الحكم المقرئ المعروف بالمزوق قال نبأنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال نبأنا داود بن منصور قاضي المصيصة: أن رجلا ذكر عند عبد العزيز بن أبي رواد بغداد فسأله عن معنى هذا الاسم. فقال: بغ بالفارسية صنم وداد عطيته.