وتحول عبد الرحمن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البصرة فنزلها، واستعمله عبد الله بن عامر على سجستان، وغزا خراسان ففتح بها فتوحا ثم رجع إلى البصرة فأقام بها حتى مات، ودفن بها وصلى عليه زياد، وكان وروده المدائن رسولا إلى الحسن بن علي عليهما السلام من عند معاوية.
أخبرنا بذلك الأزهري قال: نبأنا محمد بن العباس قال: أنبأنا أحمد بن معروف الخشاب قال: نا الحسين بن فهم قال: نا محمد بن سعد قال: أنبأنا أبو عبيد - قال الشيخ أبو بكر: وليس بالقاسم بن سلام، هذا شيخ كبير قديم - عن مجالد عن الشعبي، وعن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه، وعن أبي السفر وغيرهم. قالوا: بايع أهل العراق بعد علي بن أبي طالب الحسن بن علي. فذكر الحديث وقصة نزول الحسن المدائن. قال وكتب إلى معاوية بن أبي سفيان يسأله الصلح ويسلم له الأمر على أن يسلم له خصالا ذكرها، فأجابه معاوية إلى ذلك وأعطى كل منهما صاحبه ما سأل. ويقال: بل أرسل الحسن بن علي، عبد الله بن الحارث بن نوفل إلى معاوية حتى أخذ له ما سأل، وأرسل معاوية عبد الله بن عامر بن كريز وعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس، فقدما المدائن إلى الحسن فأعطياه ما أراد ووثقا له.
أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه قال: أنبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: نبأنا عمر بن أحمد الأهوازي قال: نبأنا خليفة بن خياط. قال: عبد الرحمن بن سمرة أتى سجستان، وأقام بالبصرة حتى مات بها سنة إحدى وخمسين ويقال: خمسين.
أخبرنا الأزهري قال: أنبأنا محمد بن العباس قال: أنبأنا إبراهيم بن محمد الكندي قال: نبأنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: مات عبد الرحمن بن سمرة سنة خمسين.
21 - وأبو برزة الأسلمي:
واسمه: نضلة بن عبيد، ذكر ذلك عدة من العلماء. وقال الهيثم بن عدي: هو خالد بن نضلة. وزعم الواقدي أن ولده يقولون: اسمه عبد الله بن نضلة. وقال محمد بن سعد وأحمد بن سيار المروزي: اسمه نضلة بن عبد الله بن الحارث بن حيال بن ربيع بن دعبل، وقال ابن سيار: دعبل بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم بن أفضى بن حارثة، وهكذا نسبه خليفة بن خياط وسماه، غير أنه أسقط ربيعا " ودعبلا فلم يذكرهما.